الكورونا يصيب الرياضة في العالم
رياضة APR 30, 2020

بسبب الوضع الصّحّي العصيب الذي نمرّ به وتعذّر توزيع مجلّة آفاق الشّباب، إليكم تقرير "كورونا والرّياضة في لبنان"، من العدد ٨٩ من مجلّة آفاق الشّباب.

 

لطالما كانت الرياضة معبرًا للسّلام بين الشعوب والدول، حيث أنّ أخصام السياسة تتنافس في الرياضة، وعند اندلاع الحروب العالمية والمحلية، كانت تستكمل الألعاب الرياضية أحيانًا بعد أوّل هدنة أو حتّى أثناء الحرب. أمّا في الحرب أمام كالورونا، فلا مكان للرياضة. حيث اتّخذت إجراءات تتزامن مع الوضع الحالي، فأُجّلت كلّ البطولات على مختلف الأصعدة، ومن دون أيّ استثناء أو تمييز لأيّة دولة.

 

ماذا عن الأولمبياد؟

يُعتبر حدثًا دوليًّا ويشمل الألعاب الرياضيّة الصيفيّة والشتويّة، ويشارك فيه ٢٥٠ بلدًا تقريبًا، ويُعدّ من أعظم الأحداث الدولية ويتكرّر كلّ أربع سنوات. وكان من المقّرر أن تُقام الألعاب الأولمبية هذا الصّيف في العاصمة اليابانيّة طوكيو، لكن أُجّلت في الدقيقة الأخيرة حتّى صيف ٢٠٢١ حرصًا على السّلامة العامة.

أما التحضيرات والتجهيزات للألعاب الأولمبية، فكلّفت السلطات اليابانيّة سبعة بلايين دولار تقريبًا. كما بلغت نفقات محبّي هذه البطولة على حجز السفرات والفنادق والمقاعد لمشاهدة المباريات، ما يساوي ٥،٦ بليون دولار. أكّدت اليابان أنّها ستتحمل أغلب النفقات التي يفرضها التأجيل والتي تتراوح بين البليونين والسّتة بلايين دولار، بحسب ما يشير الناطق باسم الألعاب الأولمبيّة ماسا تاكايا، إن كانت مدة الخمسة عشر شهرًا كافية للانتهاء من أزمة الكورونا.

 

كورونا يفتك بالرياضيّين!

بعد دقائق فقط من إعلان الدوري الإنكليزي أنّ الألعاب ستمضي قدمًا كما هو مخطط لها، أُكّدت إصابة مدرب الأرسنال ميكيل أرتيتا، ما حثّ المسؤولين إلى عزل فرقة "قنرز" بالكامل وتأجيل لعبتهم ضدّ "برايتون". أشار أرتيتا في بيان صادر عن النادي أنّ هذا الأمر مخيب للآمال حقًا، وأنّه خضع للإختبار بعد شعوره بالضعف. أمّا بالنسبة إلى "مانشستر سيتي"، فقد أُجبر بنيامين ميندي على عزل نفسه عندما تبيّن أنّ أحد أفراد أسرته أصيب بالفيروس. كما أُكّد الأمر نفسه لنجم "تشيلسي" كالوم هودسون أودوي، ولكنّه سرعان ما تعافى، وذلك بحسب ما صرّحه هدسون أودوي على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة به، مضيفًا أنّه تعافى منه إذ اتّبع الإرشادات الصّحية والتزم بالعزل لمدة أسبوع، بعد أن أمل برؤية الجميع والعودة إلى الملعب بأقرب وقت. أمّا نتيجة اختبار كيفين دورانت من فريق "بروكلين نتس" فكانت إيجابية، إلى جانب مالك فريق "نيويورك نيكس" جيمس دولان وأعضاء آخرين في مجتمع الدوري الأميركي للمحترفين. تجدر الإشارة إلى إنّ الدوري الإنكليزي والدوري الأميركي للمحترفين، من أكثر الإتحادات الرياضية في العالم المتضررة من الفيروس، وقد يكون التأثير الإقتصادي للمرض شديدًا للغاية.

 

مساهمة بعض الرياضيين في زمن الكورونا

تبرّع نجم كرة المضرب السويسري روجيه فيدرر وزوجته ميركا بما يقارب مليون دولار للأسر الأكثر فقرًا في سويسرا. وفي الولايات المتحدة، اتّفقت فرق الدوري الأميركي للمحترفين على تعويض العاملين بالساعة خلال فترة توقف الموسم، كما تعهد نادي "غولدن ستايت" بالتبرع بمليون دولار لصندوق إغاثة الكوارث، بالإضافة إلى قيام الفرق في دوري كرة القاعدة (البيسبول) الرئيسي ودوري الهوكي الوطني بمساهمات مماثلة. كما ورد أنّ كلّ من لاعبي كرة القدم ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو تبرعا بمليون يورو (مليون ومئة ألف دولار أميركي) لمكافحة الكورونا.

 

مصير الرياضة في العالم 

لم تمرّ الرياضة في العالم بخطر مماثل من قبل، فيجب على المحترفين ممارسة رياضتهم باستمرار المحافظة على لياقتهم البدنية، كما أنّ الأمر سيكون صعبًا على الأندية الرياضية الصغيرة أو الموجودة في الدول الفقيرة، للتأقلم بعد الكورونا بسبب الخسائر التي تكبّدتها. حتّى لبنان نال مصيره في ملف الكورونا؛ فتوقفت الرياضة قبل انتشار المرض بسبب الظروف السياسيّة في البلد. كما لا يُخفى على أحد أنّ أغلبية الأندية الرياضية لا تفلح بأن تلبي حاجاتها كليًّا، هذا إن لم تكن مديونة. فما مصير الرياضة في العالم بعد الكورونا؟

 

رياضة APR 30, 2020
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد