بيني وبينك حب وأمل... يا يسوع
مساحة حرة DEC 25, 2020

بيني وبينك حب وأمل... يا يسوع 

عيون تشتعل بدمعة سوداء، أنفاس مكسورة غارقة في حزن عميق، وحدة قاتلة... هنا أم وأب يلملمان جراحات الغياب من تحت الركام، وهناك طفل يهمس لقلب تاق إلى القياه. وكم انسحبنا لطاحونة النفس التي حُكم عليها بالجراح واليأس.

من وسط الدمار وعمق الدخان، من جوف الضباب والضياع والألم يا يسوع، طابعون في أجسادنا المتعبة وشم الخطايا ودقات أجراس حزينة ... وبقايا جراح أوجعت عمرنا الصغير. من على خشبة المقاعد المحطمة في زاوية الكنيسة، نفتح أفواهنا برجاء، يا طفل المغارة، يا ضيف الفقراء والموجوعين وحدك الأمل. 

هل تذكر يا يسوع عندما كان أجدادنا أطفالًا؟ عندما كانوا يقطعون غصن شجرة ليشيّدوا بها قصرًا لميلادك؟ لم تتوفر الكهرباء في القرى، بل كانت الشموع على قلّتها وندرتها تضيء لك المغارة. كانوا فقراء إلّا من الحب والأمل. كانت هداياهم زهورًا ناعسة على وقع المطر بعضها مقتطف من القلب، وبعضها من براءة الأصابع تتقدم إليك وتهتف: "هلمّ تعال يا أب الفقراء أضرمنا بنار حبك". 

وكبر الصغار يا يسوع، وأصبحوا أجدادًا وربما ذكرى. لكن مهما اشتدّت الويلات يبقى ميلادك العلامة المضيئة بالرجاء والتقوى. وفي كلّ بيت في لبنان ملاك أو ربما أكثر يجلس في مغارتك المتواضعة؛ فرد افتقدته العائلة جسدًا وربحوه ملاكًا لهم من قلب عرشك. 

عيدك لا يشبه السنوات التي مضت يا يسوع. نعيش اليوم خائفين من وباء، وننظر إليك متضرّعين بإيمان. نسألك ما الآتي يا يسوع؟ هذه السنة نقدّم صلواتنا هدايا في ميلادك، والشمع والبخور نذور أمام المذود الفقير والمغارة المتواضعة. 

ليلة ميلادك ترانيم ميلادية في الساحات، بين الأهالي المفجوعين والموجوعين، على أدراج بيوت هدّمها انفجار إثر إهمال المسؤولين والسلطة. ميلادك تضرّع ينال منه كلّ ذي حق حقه، ميلادك باقة تقدير لفوج الإطفاء والصليب الأحمر والطاقم الطبي. ميلادك هذه السنة صلاة تنعش نفوسنا لنرتاح في خبائها.  

أنت الدرب والوعد الجديد، وعلى مدى الحزن الذي في حنايا ضلوعنا يختلج شقاء وحنان ومساعدة. فلا فراغ ولا مرّ الزمان يبعدنا عن رجاء ميلادك. رسالتنا في لبنان واضحة... نحن هنا وهنا سنبقى وميلادك حياة أخرى. وها نحن في ميلادك نهتف أننا معك نولد من جديد في وطن ذُرفت لأجله دماء.

مساحة حرة DEC 25, 2020
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد