اعتبر رئيس جهاز التنشئة السياسية في حزب القوات اللبنانية شربل عيد، إن "قوّة حزب الله ليست بالمئة ألف صاروخ الذي يمتلكها بل بتحالفاته السياسية وبالتمثيل النيابي الحليف له لا سيما في البيئة المسيحية، مضيفًا إنّ "حزب الله خسّر الدولة اللبنانية 36 مليار دولار في السنوات العشر الأخيرة نتيجة انخراطه في حروب المنطقة وأثّر تدخّله في حروب المنطقة سلبًا على الاقتصاد اللبناني، فتراجع الاستثمار وانخفض النمو وتراجعت السياحة، وتكامل دوره هذا مع الفساد والسمسرات والصفقات فوصلنا إلى ما وصلنا إليه.
وخلال لقاء نظمته دائرة الجنوب في مصلحة طلّاب "القوّات اللبنانيّة" بالتعاون مع الجامعة الشعبية في جهاز التنشئة السياسيّة في "القوات"، أشار عيد إلى أنّ "دَين لبنان اليوم يقدّر بـ100 مليار دولار، ومن ضمنه 43 دولار تقريبًا نتيجة سوء إدارة ملف الكهرباء، في حين كان من المفترض على وزراء الطاقة المتعاقبين من عام 2008، بناء معامل كهرباء بدلًا من استئجار البواخر وتنفيذ خطة الكهرباء من دون أي إبطاء ومنها تعيين أعضاء مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان والهيئة الناظمة وتركيب العدادات الذكية وغيرها من البنود.
وردًّا على سؤال عن كيفيّة الخروج من هذا النفق، أكد عيد أنّ الاصلاحات والقرارات الفورية التي للأسف لم تتخذ الحكومة أيًّا منها كإقفال المعابر غير الشرعية وضبط التهريب على المعابر الشرعية، بالإضافة إلى اعتماد نهج آخر في ملف الكهرباء، كان من شأنها أن تضعنا على طريق النهوض الاقتصادي إنما يبقى الحل الوحيد بأيدينا كمواطنين لبنانيين ويتجسّد في الانتخابات، إذ نحن من نصنع مصيرنا بأيدينا من خلال انتخاب من يمثلنا. وهنا علينا حسن اختيار ممثلينا والابتعاد عن التصويت الغرائزي والعائلي والمناطقي وانتخاب مَن يمثّل تطلعاتنا ومن فضح كل هذه المنظومة ومن لم يتوانَ عن كشف الفساد وملاحقة مرتكبيه، ومن يقدم الإخبارات القضائية الواحدة تلو الأخرى، ومن تقدم باقتراح قانون رفع الحصانة عن الوزراء وقانون آلية التعيين بحسب الكفاءة وقانون استقلالية القضاء، ومن رفض طيلة مشاركته الوزارية أن يوافق على صرف ليرة واحدة من دون إجراء مناقصات، ومن أوقف العمل بعقود مع 600 موظف في وزارة الشؤون الاجتماعية ليوفّر على الخزينة، ومن تقدّم بخطة إنقاذ اقتصادية تعرض حلًا لكل معضلة من معضلاتنا الاقتصادية...."، مشددًا على "أهمّية العمل الطلّابي في هذه المسألة عبر نشر الوعي بين الجميع"، ومؤكدًا أن "كل ملف بملفّه سيتوجّه به نواب "القوات" إلى القضاء كما فعل النائب أنطوان حبشي في ملف وزارة الطاقة والنائب زياد الحواط في مسألة المعابر غير الشرعية. لكن كل هذا لن يكتمل إن لم يتمكن القضاء من إصدار الأحكام باستقلالية في ملفات حساسة كهذه".
وشدد عيد على أن "حزب القوات اللبنانية هو ثورة قبل الثورة، إذ نحن أول من فضح أعتى ملفات الفساد في تاريخنا الحديث والمتمثلة بملف الكهرباء وضغط لتحويل الخطة إلى إدارة المناقصات، وأول من طالب بإبطال عقود التوظيف المخالفة للقانون، وأول من طالب باستقالة الحكومة وتشكيل حكومة تكنوقراط مستقلين، وذلك في 2 ايلول أيّ قبل شهر ونصف من بدء الثورة، كما هو من أول المطالبين بانتخابات نيابية مبكرة.
وختم عيد لقائه داعيًا "جميع الطلاب إلى الاستمرار بنشر الثقافة السياسيّة التي وحدها ستؤمّن كتلة نيابيّة قوّاتية أكبر تمكّن من تحقيق الفرق"، مشددًا على أن "خلاصنا هو عبر إقناع الآخر بالحجة والأفعال". كما حثّ الشباب على القراءة والمتابعة السياسيّة وطرح الأسئلة للوصول إلى كافة المعلومات المطلوبة ليكونوا مبشّرين للقضيّة أينما وجدوا من أجل بناء وطن يليق بتضحيات من سبقنا ويطمئن أجيالنا الطالعة.