في حكومة ٢٠١٩، تعرفنا على العديد من الوزراء، منهم من أبدع في وزارته ومنهم من "إستلشأ" فيها.
وطبعت في ذاكرتنا العديد من الأسماء التي لا يمكن أن ننساها مثل كميل أبو سليمان الوزير الذي سمّته "القوات اللبنانية" ليشغر منصب وزير العمل في حكومة الرئيس سعد الحريري. هو وزيرٌ مستقلٌ خارج عن الطبقة الحاكمة ومتخصّصٌ في مجال القانون وحائزٌ على الكثير من الشهادات ماجيستر في القانون. كما هو عضوٌ في كلّ من نقابة المحامين في نيويورك ونقابة المحامين في بيروت.
فلِمَن يجهل كميل أبو سليمان، هو المحامي الذي رفع إسم لبنان عالميًّا، ومن مركزه في وزارة العمل رفع صوت الحقّ ضدّ كلّ صاحب عمل ظالم. فصان الحقّ لكلّ عاملٍ، لبنانيًّا كان أم أجنبيًّا.
عُرف بأسلوبه الشفاف وبنزاهته، وقد استطاع فعلًا تحقيق بعض الخطوات الإصلاحية في وزارته على مستوى القانوني والإداري، حتّى أصبحت وزراة العمل من الوزارات الأساسية التي أعطت صورة نموذجية عن المؤسسات والإدارات العامة.
وعلى مستوى مكافحة الفساد، تجرأ كميل أبو سليمان فكان حيث لا يجرؤ الآخرون وفي عهده سجّلت وزارة العمل سلسلة من المداهمات والتفتيش وضبط المخالفات.
هو وزير الكفاءة والعمل بالفعل. فلم يتعب يوماً، ورفض أسلوب المحاصصة في عمله والكفاءة كانت من معاييره الأساسية.
فماذا بعد أبو سليمان؟ وهل ستستمر هذه الوزارة بالقيام بالإصلاحات ومكافحة الفساد كما عرفناها؟ أم ستعود إلى وزراة السماسرة والمحسوبيات؟
على أمل أن يبقى نهج أبو سليمان طاغ فيها، ولا شك أن جدار هذه الوزارة ستفتقد لوزيرها السابق.