على الوعد باقون
مساحة حرة AUG 23, 2019

٢٣ آب ١٩٨٢ في ثكنة الفياضية، رئيس مجلس النواب كامل الأسعد يُعلن إنتخاب الشيخ بشير الجميّل رئيساً للجمهوريّة اللبنانيّة. في هذه اللّحظة، انفجر لبنان فرحاً وخرج جميع اللبنانيّين ليعلنوا عن فرحتهم على طريقتهم الخاصّة.

إنّ قضيّة البشير أيّ الـ١٠٤٥٢ كيلومتر مربع، تتلخص بثلاثة مبادئ: تحرير الأرض وتوحيد الشعب وتغيير النظام. فلا يمكن للبناني الواقع تحت وطأة السوري والفلسطيني في عكار مثلاً، أن يتوحّد مع اللبناني الواقع تحت وطأة الإسرائيلي في الجنوب.

إنّ تحرير الأرض يعني التخلّص من السلاح الأجنبي وكلّ سلاحٍ غير شرعي، لأنّ سلاح الجيش اللبناني هو السلاح الشرعي الوحيد الذي يصون سيادة الدولة وهيبتها. فقد أراد الرئيس الجميّل خلال حكمه أن يبني جيشاً قويّاً قادراً على محاربة أيّ خطرٍ قريبٍ كان أم بعيد.

أمّا توحيد الشعب، فلم يشأ أن يوحّد الزعماء فحسب بل الشعب بالذات. فاعتبر مثلًا أنّ التواصل مع فئةٍ أو فريقٍ أو طائفةٍ معيّنة لا يرتكز على زعيم تلك الفئة فحسب، بل من الضروري التفاهم مع كافة أبنائها من دون أيّ استثناء.  

وأخيراً تغيير النظام، أيّ تغيير النهج الذي كان ولا يزال يتغلغل في أركان الدولة. نهج الغش والسمسارات و"الواسطة" والتطاول على هيبة الدولة الذي اعتبره القائد البشير سبب انهيار لبنان وسقوط مئة ألف قتيل خلال ثماني سنوات من الحرب.

كلّ هذه الأمور ذكرها الرئيس في خطاب القسم الذي كان عليه أن يلقيه عند تسلّمه الرئاسة، فقال: "لا الدستور مصون، ولا القوانين مطبّقة، لا الاستقلال كامل ولا الأرض محرّرة، لا الوطن سيّد ولا الأمّة موحّدة... لذلك أحتاج إلى إستعادة هذه المقدّسات، وإعادة الإعتبار إليها".

فأين حلم وقضيّة البشير اليوم؟

إنّنا اليوم نعيش أشدّ المراحل التي لطالما أراد البشير أن يواجهها وأن يبنيَ دولةً حقيقيّةً. فالغش والمحسوبيّات والسلاح غير الشرعي والفوضى والفساد بشتّى أنواعه لا يزال يهيّمن ويهدّد لبنان الكيان والرسالة. ولكن يا فخامة الرئيس بشير الجميّل، حزب القوّات اللبنانيّة ووزرائه وتكتل الجمهوريّة القويّة لا يستكين لبناء هذا الوطن الحلم، ونحن كطلّاب "القوّات" لن نهدأ حتّى تحقيق هذا الحلم. فنحن على الوعد باقون.

مساحة حرة AUG 23, 2019
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد