نشوة الحياة لا نشوة الموت
صحة JUL 04, 2019

آفة المجتمعات والسلاح المدمر لها تسمى "المخدرات"، تلك التي تحوّل الإنسان إلى آلة طيّعة محكومة ببضع الجرامات البيضاء والجرع، تعطيه النشوة الوهمية مرة تلو الأخرى. تفرحه فرحة عابرة ساذجة مخادعة خبيثة، حتّى توقع به وبحياته. تلك المخدرات التي تبعد الإنسان عن ربّه وعائلته، حتّى تسحب نفسه منه وهو حيّ. تستعبد الكرامة الإنسانية، ترهقها وتحقرها لأجل التماس مادتها أو تجرعها. تحت أيّ حجة يتعاطى البعض؟
أبحجة المشاكل العائلية والصحيّة والماليّة؟ أو بسبب خسارة عزيز؟ أو لأجل النشوة والمتعة لا غير؟
فلو افترضنا أن الحالة الأولى هي الصحيحة، أبصبّ الزيت على النار تطفأ؟ أم بصبّ الماء؟ أبالتعاطي وتبذير المال وإرهاق الصحة والعائلة بهمٍّ وعبء مميت جديد تحصل تسوية المشاكل؟ أم بالهجوم المعاكس بالمنطق السليم وبالسعي إلى إيجاد عملٍ لائق، وباللجوء إلى مشورة الناضجين وأهل الحكمة لجمع العائلة، وبالاستشفاء وممارسة الرياضة والسهر على الصحة النفسيّة؟
أليس في العالم من أماكن لتكتشف وهوايات لتلقن؟ أليست أنفع من هدر النفس والمال لأجل نشوة خبيثة خائنة؟
أتبرر خسارة أحد الأعزاء التعاطي لخسارة الروح الإنسانيّة؟ إن أكبر رجال التّاريخ هم من خسروا أحبتهم وقرّروا الصمود في كفاحهم الحياتي في مختلف المجالات، ومنهم لينين مؤسس الاتّحاد السوفيتي الذي فقد أخاه الذي أعدم، وماوتسيتونغ مؤسس الصين الشعبية الذي فقد ابنه في حرب الكورييتين، وفيكتور هوغو الذي كتب لابنته "ليوبولدين" مئات القصائد، وسعيد فريحة مؤسس دار الصياد الذي فقد والدته وأخاه عن صغر، وغيرهم الألوف من كبار التّاريخ السياسيّ والأدبيّ وحتّى الرياضي. فلو قرّر كل هؤلاء تعاطي الأبيض، عوضًا عن الكفاح والإصرار وإرادة الحياة، لما كانوا لاقوا غير الأسود، ولما كنت أذكرهم في مقالي اليوم. فاختر نشوة الحياة والإيمان والعمل والحب والسفر والصحة. إجعل جسدك "هيكل الله" كما أراد المسيح، وليس ملعبًا وطاويط تنهش فيه العقل والجسد. اختر كرامتك الإنسانيّة وسيادتك الفكريّة والصحيّة على نفسك. وتذكر قول القديس بولس الرسول " كل شيء لي مباحٌ، ولا شيء يتسلط عليّ".

صحة JUL 04, 2019
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد