من شهيد الإيمان والحريّة أبو كرم الحدثي (١٥٨٥ - ١٦٤٠) إلى سمير فريد جعجع حامل المشعل
مساحة حرة AUG 17, 2019

من شهيد الإيمان والحريّة أبو كرم الحدثي (١٥٨٥ - ١٦٤٠) إلى سمير فريد جعجع حامل المشعل

هو القائد الشهيد أبو كرم الحدثي (نسبةً إلى قريته حدث الجبّة - بشرّي) الذي قاد الانتفاضة التاريخيّة ضدّ والي طرابلس، ليدافع عن كرامة شعبه وعن بطريرك الطائفة، وليعبّر عن رفض الموارنة لكلّ سلطةٍ غريبةٍ، وعن ارتباطهم بجبل لبنان كقاعدة لحريّتهم.

بعد إعدام الأمير فخر الدين الثاني الكبير في القسطنطينيّة - اسطنبول اليوم، في اذار 1635، قام والي طرابلس بأعمال انتقاميّة ضدّ الموارنة، حلفاء الأمير، وفرض الضرائب الباهظة عليهم حتّى اعتقل جنوده البطريرك جرجس عميرة مع رفاقه الموارنة وتعرّضوا للضرب والتنكيل.

عندها أطلق أبو كرم الحدثي انتفاضته التي تناقل بطولاتها وصلابتها مؤرّخين لبنانيّين وأجانب.

وسنة 1640 سلّم نفسه إلى والي طرابلس ليفتدي البطريرك ومَن معه. سُجن شهراً في قلعة طرابلس قبل أن يأمر الوالي بقتله معلّقاً بأضلاعه بعد أن رفض إغراءاته بوظائف رفيعة لقاء إنكاره الدين المسيحي مجدِّداً بذلك التزامه الدفاع عن شعبه ووطنه.

#ما_راحوا هؤلاء الشهداء لأنّ سمير جعجع، ابن المعقل الماروني نفسه، لطالما حمل وما زال يحمل الشجاعة والتجرّد عينهما الذين تحلّى بهما الشهيد أبو كرم الحدثي وأمثاله من قادة النضال المستمرّ.

مقارنة بسيطة بين مسيرة القائدين كفيلة بإظهار هذه التوأمة الروحيّة العقائديّة ذات الطبيعة النضاليّة.

إلى دخيل السياسة بالوراثة العائليّة، "المتباهي" بعدم خوضه حروب الشرف، منتهج معارك الإلغاء السياسيّة، ذاك الساعر وراء الكرسي الماروني الأوّل،

اقرأ التاريخ وغص بالجغرافيا، لتعلم أنّنا ورثنا مشعل القضيّة الذي لا ينطفئ بوقود مقاومتنا المستمرّة، وتدرك أنّنا حاملي لواء الدفاع عن الوطن وحرّاس الكرسي الماروني الحرّ.

الصورة: تمثال ابو كرم الحدثي مرفوعاً قرب كنيسة مار دانيال في بلدته حدث الجبة

مساحة حرة AUG 17, 2019
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد