تطل علينا ذكرى الإستقلال في 22 تشرين الثاني هذا الأسبوع وقد طالعنا بعض المقاومون "الشرفاء: يخبروننا عن بطولاتهم وعنترياتهم الأسبوع الماضي وليعطوننا دروساً بالوطنية، محاضرون بالعفة والقداسة.
أطل الأسبوع الماضي "السيد حسن" على اللبنانيين ليدعوهم إلى حوار "الطرشان" بعد أن سمّى المتحاورين ونصّب ذاته رئيساً لطاولة "الطرشان" المذكورة.
ليتك يا سيد حسن لم تحيي "يوم الشهيد" ولم تخطب فيه، فخطابك لا يليق بالشهداء أوّلاً.
أما ثانياً، قبل هذا الخطاب كان "السيد حسن" شخصية خطابية استثنائية. أما بعده فقدت يا سيد مكانتك المحترمة من كافة اللبنانيين وإن كنا نختلف مع شخصك بالسياسة فقد كنا نحترم شخصيتك في مقاربة الأمور.
نريد فقط وضع الأمور ضمن إطارها الصحيح وأن نقول أنّ العمالة التي وصفتنا بها مردودة لك مع الشكر الجزيل. كما ويمكن أن تقدّمها لحليفك "العماد" الذي كان قد فاز بها أحد كوادره وهو عميدٌ في كلية التيار فرع "الوطنية"، ولا ننسى العشرات لا بل المئات من العملاء من صفوف الحزب وحلفاءه ومن بينهم قياديين بارزين...
يومها لزمت الصمت موافقاً لماذا؟
وبدلاً من نبش القبور لتتهمنا بالعمالة لإسرائيل، أنظر من حولك. وبما أنّك تجتهد وتنظّر بالوطنية، يحق لنا أيضاً إعطاء الشهادات بالعمالة: إذا سلّمنا جدلاً أنّنا عملاء، فإلى جانب عمالتكم لاسرائيل، تأتي ايران، وإن طائرة أيوب عميلة أيضاً. أسمعت يا "سيد" مستشار الأمن القومي الإيراني يهدد إسرائيل من طهران ويقول علناً لكل العالم أنّ ما صوّرته طائرة أيوب وأرسلته إلى طهران، ستصوّره إستطراداً أخواتها لترسل الصور أيضاً إلى طهران. أليست إيران دولةً أعجمية؟ إذاً من يتعامل معها هو عميلٌ أيضاً.
صراحةً!!! عنجهيتك لا ترعبنا وكلامك لا يخيفنا، وصواريخك و7 أيّار جديد لا يخضعنا.
مقاومتة ما قبل العام 2000 تبخّرت وتاهت في زواريب بعض مناصريك "الشرفاء"، فها هم يتاجرون بالدواء الفاسد والشريف.
فنحن سنقول لكل من يضحض بأمن لبنان وإستقلاله: إننا شعب لا يموت و69 مرة نريد الإستقلال.
فكما حققنا الإستقلال عن الإنتداب الفرنسي وحققنا إنسحاب جيش العدو الإسرائيلي بالعزم ذاته وبالمقاومة نفسها سنحقق الإستقلال عن سوريا الأسد وأعوانها في لبنان.
ونجدد بذلك موقفنا المعهود.
69 مرة نريد الإستقلال تحت جناح الدولة القادرة القوية.
69 مرة نريد الإستقلال عن دولة الفساد بدوائها ولحومها وأطعمتها الغذائية كلها.
69 مرة نريد الإستقلال عن دولة لا يعيش فيها المواطنون بكرامة وبحبوحة.
69 مرة نريد الإستقلال عن دولة لاتؤمّن العيش الكريم للأساتذة المتعاقدين لأنّهم من يسهر على تربية أجيالنا.
69 مرة نريد الإستقلال عن دولةٍ حكومتها عميلةٌ بكاملها للنظام السوري.
69 مرة نريد الإستقلال عن دولة رئيس حكومتها أجير عند النظام القاتل لشعبه ووزير خارجيتها موظف ينأى بنفسه إلا عن خدمة آل "الأسد".
69 مرة نريد الإستقلال عن دولة لا يوجد فيها كهرباء.
69 مرة نريد الإستقلال في دولة تحت حماية الجيش اللبناني فقط.
69 مرة نريد الإستقلال في دولة نعيش فيها شيوخاً، رجالاً ونساءً، طلّاباً وعمّالاً، وأساتذة وأطفال بأمانٍ من دون تفجير هنا وآخر هناك.