كاد عصرنا الراهن أن يتحول الى كوكب من الغباء قمعته سلسلة من الأدوات القادرة على التحكم به، أدوات تنوعت بمصادرها ومكوناتها وتأثيراتها على الفرد والمجتمع.
فأخذت هذه الوسائل حيّزاً مهمّاً، ومحوراً للنقاش السلبي والإيجابي. كونها تساعد وتسهّل حياتنا اليومية من جهة، وتؤثر سلباً على عمل الدماغ وحركته ومرونته من جهة أخرى.
فاعتمدنا في حياتنا على إبقاء دماغنا جانباً، ووضعه في صندوق صغير ومحدود، مغلقاً إغلاقاً مُحْكَماً، مانعين أفكارنا من التطور والبناء، مبعدين أذهاننا عن خطوط التحليل للوصول الى نتائج جديدة، متقيدين بقيود التكنولوجيا التي تربط أعناقنا وتضغط عليها يوم بعد يوم، وبقوّة متزايدة.
فأخذ تأثير التكنولوجيا وتطورها الهائل والمتسارع على حياتنا عدة محاور، من أهمها:
-التأثير السلبي: لا يمكن نكران أن التكنولوجيا هي أسرع أداة لقضاء حاجاتنا وواجباتنا، إلّا أن الوقت المهدور في استخدامها يختلف من شخص لآخر.
الناس أثرت عليهم من استخدامهم المفرط لها، مما جعلها إدمان لا يشفى منه، ومضيعة للوقت، وآلة تتلف أعضاءنا عضواً بعد آخر.
كما أن واحدة من أهم سلبياتها حدّ العلاقات الاجتماعية، وجعلها علاقات مزيفة عبر شاشات تقتل التفاعل البشري، دافنة إياه في بحرها.
والملفت في استخدام التكنولوجيا سلبيتها على الصعيد الصحي، فهي تشكل عاملاً أساسياً للحد من النشاط الجسدي لدى الإنسان، وتقلل من حركة جسده، والإفراط في الطعام.
كما أن الإضاءة المنبعثة من الأجهزة الكهربائية داخل الغرف تقلل من عمل الدماغ وتؤثر على ساعات نوم الإنسان وتعد مسبب أساسي لحالات القلق الليلي.
وإذ أردنا التكلم عن تأثيرها أيضاً على المجلات والصحف، فحولتهم من صحف ورقية ملموسة، إلى صحف ومجلات رقمية غير ملموسة.
هذا عدا عن حاجة الكثير من الوسائل التكنولوجية إلى الكهرباء، ومع زيادة هذه الوسائل وتطورها وإتاحتها لكل الأفراد زاد الاستهلاك الكهربائي، مما أدخل المجتمعات بنفقات أكبر وأكبر.
فكما ذكر في مقالة على موقع www.digitalqatar
ثورةٌ تكنولوجيةٌ هائلة في حياتنا وأعمالنا…ولو بعث أجدادنا من قبورهم، ما فقهوا أي شيءٍ مما نحن عليه الآن. لقد صار عالمنا بالنسبة إليهم أشبه بكوكب المريخ…وصرنا نحن “مريخيين” في أعينهم.
تفرض التكنولوجيا نفسها علينا فرضًا، وصارت أخبارها جزءًا مهمًا من حياة الكثيرين منا لكي يضمنوا تطورهم على المستويين الشخصي والمهني. فالعزلة عن هذا العالم لم تعد حلاً…والمنطوون على أنفسهم أو على ماضيهم ليس لهم مكان…فإما أن تكون جزءًا من هذا العالم شئت أم أبيت، بحلوه ومره، أو لتبحث لنفسك عن مكانٍ آخرٍ…إنها القسوة الناعمة أو العالم الشرير…ببريقٍ جذابٍ يخطف الألباب، ولكن بثمنٍ غالٍ.
- كما ولا يمكن أيضاً غض النظر عن الجانب الإيجابي للوسائل التكنولوجية وتأثيراتها البناءة ومن أهم هذه الآثار:
تساعد التكنولوجيا في تسريع وقت العمل، مما يؤدي الى إنهاء عمل أكثر في وقت أقل، وهذا يعطي انتاجية أكثر مع الاستفادة من وقت أقصر.
ولا شك أن للتكنولوجيا فضلاً كبيراً في اختصار المسافات بين الدول، وذلك كونها عاملاً أساسياً للتواصل بين دولة وأخرى مما سهل أقامة علاقات عبر المسافات من دون سفر.
كما أنها أتاحت فرص للعمل، وللتطور الفكري، وتعلم اللغات مجاناً، والاطلاع والثقافة المجانية أيضاً.
هذا عدا عن تبادل الأفكار والثقافات من خلال حرية الرأي المتاحة على مواقع التواصل الاجتماعي، مما يعزز تقبل آراء الآخرين واحترامها.
نشر معلومات طبية واقتصادية وسياسية واجتماعية مما يساعد في تعزيز البنية المجتمعية.