وهكذا تمضي الأيَّامُ... تَنطوي السِّنينُ وتَنطوي معها الأحْداثُ والأوْجاعُ والأفْراحُ. يحتفلُ الانْسانُ بعيدِ رأسِ السَّنةِ علمًا بأنَّهُ يشيخُ، وكما الإنسانُ كذلكَ لبنان الذّي يلبسُ مع كلِّ بدايةِ سنةٍ جديدة،ٍ حلَّةً بيضاءَ تخفي السَّوادَ المعشعشَ في زوايا هذا"الوطنِ"، إذا صحَّ وصفُهُ. ورغم ذلك، لا ينفكُّ هذا الوطنُ المقاتلُ عَنْ المواجهةِ، محطِّمًا قيودَ الفسادِ والفراغِ، ولا يتوقَّفُ اللبُّنانيُّ عن الصَّلاةِ لكي تحملَ سنة 2015 الخيرَ والاستقرارَ والازدهارَ.
ويشكِّلُ الشَّبابُ عصبَ المجتمعِ والمدارَ الأساسيَّ الذّي يدورُ حولَهُ مستقبلُ لبنان. كذلكَ، يشكِّلُ طلَّابُ القوَّاتِ اللُّبنانيَّةِ جزءًا كبيرًا، لا بلْ أساسيًّا ووجوديًّا، منَ الطلَّابِ والشَّبابِ اللُّبنانيين. لذلكَ، وكوننا شبابُ اليوم والغد، ننتظرُ من العام 2015 أنْ يحملَ الينا رئيسًا للجمهوريَّةِ بشكل أساسيٍّ، فالفراغُ الحاصلُ حاليًّا في كرسيّ الرِّئاسةِ تخطى حدود المقبول! إذ يعيشُ اللُّبنانيّونَ اليوم كما لو لم يكنْ أيُّ شيءٍ مفقودًا علمًا أن َّرأسَ الهرمِ، أي رأسَ السُّلطاتِ والدّولةِ، غائبٌ. من هنا تجدرُ الإشارةِ إلى ميلِ بعضِ الأشخاصِ إلى القاءِ مسؤوليَّةِ الفراغِ على عاتقِ الموارنةِ بشكلٍ عامٍّ، غاضين الطَّرفَ عن مساعي القوَّاتِ اللُّبنانيّةِ، ومنذُ اليومِ الأوَّلِ، إلى سدِّ الفراغِ الرِّئاسيّ بأسرعِ وقتٍ ممكنٍ للحفاظ ِعلى ما تبقَّى من الهيبةِ المارونيَّةِ اللُّبنانيَّةِ.
وبالإضافة إلى انتخابِ رئيسٍ للجمهوريَّة، نطلبُ منْ العام 2015 أنْ ينعمَ علينا بدولةٍ حقيقيَّةٍ، تأخذُ الأحمالَ الشَّاقةَ عن أكتافِ المواطنين فتعالجها وتخففِّها وتضعُ خططًا واضحةً ومدروسةً. فنحنُ بحاجةٍ أكثرَ من أيِّ يومٍ مضى، إلى دولةٍ تكونُ بمثابةِ ملجأ لنا وليسَ عبئًا إضافيًّا لا ندري كيفَ نتعاملُ معهُ. كما نرجو أنْ تنصانَ في العام 2015 كرامةُ المواطنِ، فلا يموتَ هذا الأخيرُ على بابِ المستشفى لعدمِ قدرتِه على دفعِ التَّكاليف الباهظة، ولا يفترشَ الفقيرُ الرَّصيفَ لعدمِ وجودِ مكانٍ يأويه، ولا يعملَ الأطفالُ في الشَّوارعِ، ولا نفقدَ شباَبنا على الطرقات أو في دول الاغترابِ... كما عسى أن تحقِّق سنة 2015 معجزةً تكمنُ في عودةِ المعتقلينَ في السُّجونِ السُّوريَّةِ إلى أحضانِ أهلِهمْ ومحبّيهمْ!
أيُّها العام 2015، نرجو منكَ أيضًا ألَّا تنسى جيشَنا الباسلَ فيمتدَّ نفوذُه من الشَّمالِ إلى الجنوبِ، من البقاعٍ إلى بيروت، على جميعِ الأراضي اللُّبنانيَّةِ. تمنيَّاتٌ نضعُها بقربَك يا أيُّها الطِّفلُ النَّائمُ في المزودِ فهبْنا نعمةَ الصَّبرِ ولا تدعْ ايمانَنا بلبنان يهتزُّ بلْ قوِّه واجعلْنا شهودًا للحبِّ، وشهداءَ انْ اقتضى الأمْرُ، عسانا نبني وطنًا يفتخرُ بهِ ليسَ أحفادُنا وحسب، بلْ نحنُ أيضًا.