لا شك أن الأسبوع الاول في أيار، يحمل الكثير من المعاني في السياسة اللبنانية الحديثة، فالبعض يتذكر والآخر يتناسى، ولكن الأكيد أن اللبنانيون لم ينسوا اليوم الذي أعلن فيه حزب السلاح انتصاره في معركة اغتصاب السيادة، وأسر القرار الحر للدولة اللبنانية، وذلك أمام جميع اللبنانيين، ليكشف هدفه المبطن، وهو أسر الدولة وجعلها رهينة حرب إقليمية، فيتحول لبنان إلى ذراع عسكرية وأرض مواجهة للآخرين.
نسأل أولئك الذين أدهشونا بكتابهم البرتقالي وشعاراتهم في ٧ أيار 2005، وأبرزها "عودة الوطن للوطن"، أهذا هو الوطن الذي تريدون؟ أهذا هو الوطن العائد إلى الوطن؟
حزب وطني حر يفرض الحرية بالسلاح، يحمي "السلاح المقدس" فيجتاح المدن والقرى ويرهب ويختطف ويقتل أخاه في الوطن.
لماذا باتت المقاومة حكراً؟ لما نحن، أجيال آلاف المقاومين، لا يحق لنا المقاومة؟
نحن من خلق مفهومها ومن حافظ على الوطن، وطننا لبنان، وطن ال١٠٤٥٢ كلم٢، وطن استشهد من أجله البشير، وطن شهد على مسيرة طويلة حافلة بالاغتيالات ومحاولات الإغتيال السياسية والجسدية، إلا اننا اليوم نشهد على بداية نهاية نظام الظلم والظلام.
يسألوننا من نحن؟ اسألوا عنا من مئات السنين فتسمعون الجواب نفسه.
سؤالي من هم؟ اسمعوا بنفسكم كيف باتوا اليوم أعداء أنفسهم، فالسابع من أيار ليس "عودة الوطن إلى وطن"، بل وصمة عار في مسيرة لبنان الحديث، تاريخ بات عنواناً للغدر.
في ٧ أيار ٢٠٠٨، اتخذت حكومة لبنان انذاك قرارين تاريخيين، بعد مواجهات حول أحقية الثلث المعطل، واستغرابها من مدّ شبكات اتصالات لحزب الله في جبل لبنان، كانت قد بدأت تطال المناطق المسيحية. اتخذت الحكومة القرار بإقالة وفيق شقير المحسوب على حزب الله، لإكتشافها كاميرات موجهة نحو المدرج ١٧ في مطار رفيق الحريري الدولي، الخاص بشخصيات ١٤ آذار، خلال زمن الإغتيالات. كما اتخذت القرار بوقف مدّ شبكة حزب الله.
خرج حزب الله وأتباعه إلى الشارع، قطعوا طريق المطار، وعدّة طرق رئيسية في البلد، واقتحموا العاصمة، وأحرقوا المنازل، قتلوا المدنيّين، وأحرقوا مبنى تلفزيون المستقبل وأوقفوا بثّه، وقاموا بقصف مبنى صحيفة المستقبل بالاسحلة الثقيلة. شلّوا البلاد وجعلوا منها أمام اعين العالم اجمع رقعة سوداء مظلمة مثل قلوبهم وقمصانهم، وكل ذلك تحت شعار "إضراب عمالي عام".
أين هم اليوم في ظل قرارات هذه الحكومة المفروضة على اللبنانيين على حساب المواطن، التي لا ترحم أحداً بفسادها العلني وتلطيها تحت عناوين الاصلاح والتغيير.
حكومة انتدبتها قوى ٧ أيار وفرضتها بطلة جديدة ومنمقة لأبطال القمصان السوداء، في ظل التهديدات بحق إخوتنا في الوطن، حكومة أمر واقع، انتم شركاء فيها يا من تفتخرون بالحرية.
ألم تفكروا ولو للحظات فقط، بالخطر العظيم الذي يداهم وطننا؟
تتمسكون بنظام ظالمٍ حاقدٍ، ارتكب بحقنا المجازر، واحتلّ ارضنا ونهبنا لمدّة ٣٠ سنة، تخيفوننا من الحرية القادمة، حريتنا وحرية الشعب السوري، الذي يختبر أمام أعين العالم بأسره، الظلم نفسه الذي لحق بنا، من اجل ابسط مطالب الإنسان ولكن أهمها، الحرية.
لم نخف من النظام السوري يوما، ولن نخاف من ذراعه العسكرية، وحامل راية الوصاية الجديدة اليوم.
كما قاومنا سلمياً في ١٤ آذار، سنتابع مسيرتنا، فلا بدّ من ربيع آخر آتٍ.
أن ننسى لن ننسى تاريخنا، قد تحاولون تزويره في بعض كتبكم الخاصة، لكنكم لن تستطيعوا محوه من ذاكرتنا وذاكرة وطننا، فنحن قوم كما يقول قائده "لا ننحني الاّ لله، ولا ولن ننحني يوما لحزب الله وسلاحه الارهابي".