تحت لهيب الشّمس الحارقة٬ توافد الشباب والشابات من مختلف الأعمار إلى صخور نهر الكلب الأثريّة، توافد الشباب بعزم͈ وإيمان وصلابة٬ لتذكّر السادس والعشرين من نيسان ٬٢٠٠٥حيث تم جلاء الجيش السوري عن أراضي لبنان، عن أراضينا، حيث رحلت يد الغدر السورية، اليد الدامية، القامعة، التي جعلت أيّامنا سوداء، التي رمّلت أمهاتنا، يتّمت اولادنا، وخطفت أنفاس شبابنا، هؤلاء الشبّان نفسهم الذين رفضوا الخضوع والسكوت، رفضوا أن يحنوا رؤوسهم لظلم أسد͈ تربّع على عرش͈ وأرسل جيشه الأسود للقيام بعمله القذر، لقتل شبابنا وشاباتنا، لكن الذي لم يعلمه ذلك الأسد أو ذلك الشّبل، أننا بعزم͈ قاومنا ونقاوم، قاومنا الإحتلال السّوري، قاومنا القمع والإستبداد، قاومنا حتى انتصرنا، قاومنا حتى "حلّوا عن ارضنا وعن سمانا".
أن ننسى لن ننسى! وكيف بإمكاننا نسيان شهداؤنا الأبرار،على رأسهم الشهيد رمزي عيراني٬ والشهيد طوني ضو، الذين قتلتهم يد الغدر، أولئك الأبرار٬ التي كانت جريمتهم ال "كلّا"، كلّا لسوريا الأسد وكلّا لإحتلالهم ارضنا.
لن ننسى أيضاً أحياءنا المعتقلين في السجون السورية، وفي مقدمتهم بطرس خوند، الذي خطف من بيته وأرضه، كما لن ننسى الرفاق الذين أفرج عنهم من السجون السورية الذين يجب اعطائهم حقوقهم كالمحرّرين من السجون الأسرائيلية.
لن ننسى أبداً الدّماء التي سالت للدّفاع عن الأرزة، الأرزة التي بقيت صامدة بفضل إرتوائها من دماء المناضلين الأبرار. كما لن ننسى أبداً٬ القائد الحكيم الدكتور سمير جعجع، الذي كان رمز المقاومة المسيحية،الذي كان المناضل في وجه الإحتلال السوري، الذي لم تعميه المناصب والغلّات كما غيره، وقاوم وبقي حتّى اعتقلوه وبعّدوه ١١ سنة وثلاثة أشهر.
لذا بالطبع أن ننسى لن ننسى!
٢٦نيسان ٢٠١٢، زحف الشباب إلى نهر الكلب بعزم͈٬ وإرادة وإيمان، مهلّلين٬ حاملين الأعلام والرايات٬ لتذكّر السادس والعشرين من نيسان ال-٢٠٠٥، للمطالبة بإحياء هذا اليوم، يوم وطني حقيقي يذكره اللبنانيّين كلّما ذكروا يوم الإستقلال.
٢٦نيسان ال-٢٠٠٥ هيك صار...وهيك منكتب بالتاريخ!