يسوع، يا صديقي
مساحة حرة DEC 26, 2022

من على خشبة مقعدٍ محطم في زاوية الكنيسة، من حنايا ضلوعٍ يغمرها الرجاء، وبقايا جراح أوجعت عمرنا الصغير، من أصابع تحوّلت الى صلبانٍ على وجوهنا نتضرع اليك يا طفل المغارة، فلا تعتب علينا ان انفجرت بنا الحرائق والتهبت أعصابٌ وشرايين... وتدفّقت أنهار الكآبة والدموع والحنين الموجوع. لا تبالي بكلماتٍ  جارحة فأنت أكبر، أُعف عنّا، سامح غضبنا واعذر دموعنا أنت الصديق منذ الولادة، فأسئلة كثيرة ولا جواب:

لماذا يا يسوع؟ ما هي رسالتك لي، لها، له، لهم؟

لماذا نطلبك في أصعب الأوقات؟ أهو الضّعف الانساني؟ العجز؟ أم هو الإيمان؟

كم من مرّاتٍ صرخنا: يا رب!! وعلى لحن "يسوع أنت الهي" غفونا...

 فبمجيئك نسمع أجراس الكنائس تُنادي بفرحٍ عظيم: يا الله! نشاهد المؤمنين في سجودٍ قلبيٍّ خاشعٍ وكأنك آتٍ لتنتزعنا من هذا الجو الخانق، فأي حُبٍّ لك وأي حبٍّ فيك. أتعلم؟ نحن حقًّا في لحظاتٍ لا نملك الكلمات، ولكن أيها الكلمة، يا سيّد الكلمة، نحن ضعفاء أحيانًا، فأعذرنا ولا تؤاخذنا، ولكننا في حيرةٍ وضباب، نعود اليك مراتٍ ومرّات، لن نكفر، لن نيأس بل ننتظر منك كلامًا آخر وإشاراتٍ أخرى.  أعطنا يدك، أسمعنا صوتك، واعطنا نسمة شفاءٍ روحي وبراءة، نفس حُبٍّ وحياة، امنحنا كلامًا نورانيًّا كي نصلّي لك، هبنا بعض الطهارة لنلمس ذيل ثوبك.

وفي كلّ خطوةٍ يا ضيف الفقراء وبلمحةٍ مضيئة تُطل علينا، نتّكئ أمام مغارة متواضعة ونستحلفك بأيامٍ حُلوة ولحظات سعيدة، صحّة متينة وأحباء أوفياء، نرفع أيدينا الى فوق فكم أنت عظيم يا رب! وما هذا السر الأعظم الذي بدأ بمذودٍ صغير وتخطى خطوط الكون من قلب بيت لحمٍ. فما زالت حياتنا كتاب مفتوح وبأولى صفحاته، لذا هبنا نورك لنسير دربك، ولنعش ميلادك عطاء، رداء، دواء، فرح، حب وحنان لنستحقك في قلوبنا، معنا وفينا. 

بميلادك نجتمع كبارًا وصغارًا، تستفيق بنا ذكريات وحكايات، ينهض شعبٌ وحضارة تتحوّل العيون لقلوبٍ نابضة، وبك نتّحد، تحل بنا في الدم والعروق، نستسمحك بخطايانا، وينتزع منا الحقد والأورام الخبيثة، ليكن لكلّ منا ميلادًا جديدًا بميلادك. 

اذ عندما نقرّر أن نولد من جديد وأن ندع الله يدخل هيكل قلوبنا، نكون في الميلاد، وعندما نضيء طريق الآخرين بصبر وفرح وسخاء نكون نورًا في الميلاد، عندما نزين حياة الآخرين بفضائل ملوّنة نلمع كزينة الميلاد...

أُنظر اليّ يا يسوع، يا من أُعطي لقلبه مجد الحب والحنان، في عيد ميلادك ستشتعل شمعة الروح وسنبتسم لأنّك معنا، حاضر في قلوبنا... فنحن نحبك  

آتٍ هو ليعيد الأمل، الحب والايمان

مساحة حرة DEC 26, 2022
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد