خسارات مدوية ضجت بها جدرانهم، جامعات ومعاهد تلتها نقابات عديدة، رسمت صورة مصغرة عن إنتخابات ٢٠١٣ النيابية، فعكست واقعاً اليماً يعيشه جنرال الرابيه وتيّـاره عن فشل بات محتوماً، وبات التعبير عنه في المؤتمرات الصحافية بعبارات لا تجسد سوى صورة صاحبها.
منذ إنفجار الأشرفية الذي أدى إلى إستشهاد اللواء الحسن والتيار يسعي لتشويه صورة القوات اللبنانية تارةً، وتقديم سخاء المال الإيراني في الشارع المسيحي طوراً سعياً منه قلب المعادلة في هذا الشارع، فنوابهم ووزراؤهم يغطّون فشلهم بتوجيه أصابع الاتهام إلى القوات اللبنانية بكل مصيبة يصنعوها أو يساهموا في صنعها. ويهبون في كل واقعة إلى توزيع المال الإيراني ومال حقائبهم الوزارية على المتضررين، لعلهم بذلك يحصلون على بعد الأصوات الداعمة التي برأيهم قد تكسبهم الإنتخابات.
ومن جهة أخرى برز في الآونة الأخيرة سيناريو موقع في أروقة الرابية وبنشعي، عنوانه وقف الخسارات المتتالية في الجامعات والمعاهد بطرق غير بعيدة عن مناورات قوى الثامن من آذار في منع إقرار قانون جديد للإنتخابات وبالتالي عدم اجراء الإنتخابات النيابية أصلاً. فكانت حادثة الآداب حيث عمد طلاب التيار "الوطني غير الحر" في الجامعة إلى التحضير لإشكال بين الطلاب، وترجمته على الأرض كانت من خلال إطلاق الطالب "المردي" النار فوق رؤوس طلابنا، وكأن التعليم في كلية الآداب بات يتطلب أن تحضر بندقيتك إلى الكلية بدل الكتاب؛ واللافت المضحك هنا، أن الموقع الإلكتروني للتيار، قد أدرج الإشكال على صفحته قبل نصف ساعة من موعد الإشكال.
واكتمل السيناريو آخر الأسبوع حيث عمد ما يسمّى بقطاع المهنيات في التيار بالقيام بنشاط مركزي ميلادي في مجمّع الدكوانه المهني.
تقرر النشاط نهار الجمعة الواقع في ٢١-١٢-٢٠١٢، ما لبث أن تغير موعده إلى الخميس عند الحادية عشر والثلث بحضور النائب عن تكتل التغيير والإصلاح إبراهيم كنعان، بدأ التحضير للنشاط واستهلت خطواته الأولى بزج ثلاثة أسماء من طلاب القوات اللبنانية بالسيناريو. فما كان من مديرة مدرسة الصنائع والفنون إلا استدعاء الثلاثة وتوبيخهم بحجة أن لديهم ما يكفي من نية للقيام بإشكال... وتقرر مكان النشاط من دون أن تؤخذ موافقة، مما استدعى نقل النشاط من مبنى "الأيبنت" إلى الباحة الخارجية للمعهد الفني الصناعي وعند الحادية عشر والثلث أي موعد بدء النشاط وبعدما لم يتم تأمين حشد يليق بالنائب كنعان أكد عدم مشاركته، وما لبث أن نقل النشاط عند الساعة الواحدة مرة أخرى انما هذه المرة إلى عرين دائرة المهنيات في مصلحة طلاب القوات اللبنانية، مدرسة الصنائع والفنون، فأتى هذا الإجراء كاستفزاز للطلاب بعدما كانت إدارة المعهد قد ازالت يافطات تهنئة بعيد الميلاد المجيد وضعها طلاب القوات اللبنانية في المعهد بحجة عدم الأخذ الإذن، فتجمهر الطلاب وأعادوا اليافطات واحتشدوا محتفلين بالعيد مرة ثانية.
لم يتجسد فشل التيار فقط بعدم القدرة على جرّ مصلحة طلاب القوات اللبنانية إلى اشكال قد يمنع إجراء الإنتخابات الطالبية، بل تجسد واقعاً ملموساً بعدم القدرة على الحشد العوني في كل مهنيات لبنان. وأثبت من جديد أن دائرة المهنيات في مصلحة طلاب القوات اللبنانية حصن منيع في وجه ما يسمّى بقوى الممانعة.