وشهد "الجنرال" من أهل بيت أصدقائي العونيّين
مساحة حرة APR 11, 2012
في جولة لي مساء أمس على الصفحات الخاصّة ببعض أصدقائي المؤيّدين ل"التيّار الوطنّي الحرّ"، على أحد مواقع التواصل الاجتماعيّ، فاجأني أنّ هؤلاء لا يزالون حتّى الساعة يحرّرون التعليقات والعبارات المؤيّدة، كما الصور "الممجّدة" لبطولات الرائد المتقاعد فايز كرم والمحكوم بالتعامل مع العدوّ الإسرائيليّ.

لم تأتِ ردّة فعلي السلبيّة على خلفيّة خصام سياسيّ مع كرم أو مؤيّديه من العونيّين البتّة، إنّما المفارقة التي صدمتني كانت أنّ أصدقائي المذكورين أعلاه لا يُفترض بهم أن يكونوا من تلك الفئات الجماهيريّة التي "تمشي على العمياني" وتعتنق مبدأ "عنزة ولو طارت"، خصوصاً أنّهم بسوادهم الأعظم من خرّيجي "الصحافة" أو "الحقوق" أو "العلوم السياسيّة"... حتّى إذا ما افترضنا أنّهم كذلك، فالغريب المستغرب أنّهم غضّوا النظر عن مواقف "جنرالهم" التي أقرّ فيها الأخير بعمالة كرم.

فبالنسبة إليّ، لم يأتِ صمت "حزب المقاومة" مفاجئاً خصوصاً أنّه حزب يمتهن المكيافيليّة والبراغماتيّة السياسيّة بوجهها السلبيّ المطلق، حتّى مع عدوّنا الإسرائيليّ المشترك... بقدر ما جاءت "تبخيرات" الأصداق العونيّين لكرم صاعقة لي.

في الواقع، كلّ من لا يريد أن يضع رأسه في الرمل كما تفعل النعامة، يعلم علم اليقين أنّ العونيّين يماشون عون، بمعزل عن ماهيّة مواقفه وتناغمها مع ماضيهم أو حاضرهم، وذلك كلّه انطلاقاً من مخاصمتهم لفريق سياسيّ آخر، قد تصل نسبة خصومتهم له إلى درجة الحقد الأعمى في العديد من الأحيان.  لكنّني وعلى الرغم ممّا تقدّم، اعتقدت واهماً لوهلة أنّهم سيأخذون الموقف المناسب هذه المرّة، إزاء مسألة مفروغ من كُنهها، خصوصاً أنّ عون كان سبقهم إلى تحييد نفسه قدر المستطاع عنها.

غير أنّني غفلت الإدراك عن واقع أنّ كرم سيبقى بنظرهم "أشرف الشرفاء" طالما أنّه يحاكي بخصومته (لكي لا أقول حقده) خصومتهم لبعض الفرقاء السياسيّين في الخطّ السياديّ المناوئ لهم. هذه الخصومة التي حدت بالعديد من العونيّين إلى اعتبار هؤلاء الخصوم السياسيّين أعداءهم الحقيقيّين، بدلاً من أن ينكبّوا على مقارعة أعدائهم وأعدائنا أجمعين، المتواجدين ليس فقط في جنوبنا، إنّما كذلك في شمالنا وشرقنا!

وبما أنّ كلماتي هذه كلّها لن تعدّل في نظرة أصدقائي العونيّين قيد أنملة، أضعف الإيمان لديّ أن أحيلهم بالتالي، في هذه الحالة، على من يُفترض أن يقنعهم بموقفه، مهما يكن موقفه أساساً، لأنّه بنظرهم دائماً "صحّ":

"خرج فايز كرم من السجن بعدما نفّذ عقوبته. لقد مرّ من هنا، وقلنا له الحمد لله على السلامة." (ميشال عون، الثلاثاء 3 نيسان 2012)

"كرم نفّذ عقوبته وجاء سلّم علينا وذهب إلى منزله، وهو دفع ثمن الغلطة التي قام بها." (ميشال عون، الثلاثاء 10 نيسان 2012)
 

 
مساحة حرة APR 11, 2012
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد