ورحل، والمجد يلاقي الأبطل، في ليلة الإستقلال رحل... ترك البيت، باتريسيا، أمين، وألكساندر... وحل.
ترك الوالدين والأخ... ورحل، ترك الكتائب في الذكرى السبعين لولادتها، ترك الوزارة، ترك لبنان ورحل... إلى المكان الأعمق من الحلم والأوسع من الخيال... رحل. كيف لا؟؟ كيف لا يرحل بيار وإبنة العّم تصرخ تعال؟؟؟ كيف لا يرحل بيار؟؟؟ والعّم نداه "هيا"!!! بشير من خلف الدّجى يناديه، إنها مايا من الغيث تصرخ!!! إبن عمي تعال... إلى الشهادة نحن هنا كنا، هنا نبقى ومستمرون.
رفاقي،
إن الحياة، بإختصار مدرسة يومية، تعلمنا أن نصنع من الضعف والألم قوة الغد للإستمرار إنه الأمل. في لحظات كثيرة نشعر باليئس والتعب ولكن علينا الإستمرار... قدرنا أن نقع في الطريق، بعضنا يتسلم، آخرون يحيدون عن المسار... يبقى هدفنا الإستمرار. البكاء لا يفيد والدولة تنزف وتنزف.
حلم الدولة يسقط أمام أعيننا، فأي إحتفالٍ بإستقلالها ينفع؟؟؟ هبوا أرزا ً ليثور الأرز من جديد. أتركوا لأهل السياسة سياستهم!!! كنوا من أهل الثورة لإحقاق الحق، من الشهداء وإلى ساحة عودوا... هناك من مات عنا ينادي لبوا النداء، نداء الحرية حتى الشهادة والإستشهاد. مستقبلنا ليس شهادة تقدم على أبواب السفارات للهجرة... شهادتنا الإستشهاد في أرضنا كرامة من إستشهدوا عنا، وصيتي إرموا في كل صباح وردة على قبر من إستشهدوا كي لا نقفى على أبواب السفارات!! فينخر الخمول عظمنا، بل تعالوا لنقفى في بيروت قلب العاصمة في ساحة الشهداء نصرخ حرية تقيم شهادة دولتنا شهادة تعطينا العمل بشهادة في وطتنا لبنان. شهادة تعزي بيار الذي رحل مع كثيرين ليلاقي مجد الدّجى... كي نبقى ونستمر في لبناننا الذي نحب حيث نحيا أعزاء ً وأحرار إلى الأبد.
