نطق "الخائن"، نطق من كان يدوس على كرامته وكرامة بلده للحصول على قطع معدنيَّة تلمع رذالة ونجاسة. وكأننَّا لم نكن عالمين باجرامه واحتياله، فكلامه يا سادتي ليس إلَّا تأكيد المؤكَّد! أنت "يوضاس" القرن العشرين... والله أنت هو! لقد شربت من دم أشقَّائك وتربَّعت على عروش أوهامك، ألم تسمع ما قاله ذاك الرَّجل الذِّي سجنته خلف القضبان وحلَّيت حزبه؟ ألم تسمع كلماته تقول لك: "لن يصحَّ إلَّا الصَّحيح"؟! لكن، وما بالي أنسى، كيف لشخص مثلك أن يفهم كلام الحكماء؟
اعترف سماحة بنقل متفجرات إلى لبنان مشيرا إلى أنَّ "العميل" ميلاد الكفوري كذب عليه وأقنعه بأنَّ هذه المتفجِّرات تستهدف عمليات التَّهريب على الحدود. بيد أنَّ حبل الكذب قصير! فما إن واجهته المحكمة بأشرطة فيديو حتَّى اعترف بأنَّ المتفجِّرات كان تستهدف زيارة البطريرك إلى الشَّمال والنَّائب خالد الضَّاهر ومجموعة من الإفطارات ومفتي الشَّمال مالك الشَّعَّار. منذ القاء القبض عليه، والشَّارع يغلي. فكيف لشخص يدَّعي "المواطنيَّة" أن يغتصب شرف بلاده وعرضها؟ الجواب واضح... إنَّه مواطن صالح... لكنَّه مواطن سوريٌّ بحت!
تتكلَّم قيادات الثَّامن من آذار اليوم عن الدَّواعش، عن الذَّبح والتَّعذيب والقتل الذِّي تصدِّره المملكة العربيَّة السَّعوديَّة إلى العالم لكنَّها نسيت عظائم النِّظام السُّوريِّ على أرضنا وتناست أفعاله الوحشيَّة التِّي ضربت حقوق الإنسان عرض الحائط. لا تزال هذه القيادات تقيس على غيرها ما لا تقيسه على نفسها، معتبرة أنَّها أقوى من القانون ومن الإنسانيَّة جمعاء. فإذا ما عدنا بالتَّاريخ إلى الوراء، لوجدنا أنَّ دواعش النِّظام السُّوريّ أكثر ابتكارا من دواعش اليوم. فالفروج والفلقة وخبايا البوريفاج لا تزال شاهدة على داعشيَّتهم...
ستبقى عميلا مهما قالوا، أقبلوا أو لم يقبلوا. فان كانت اسرائيل العدوَّة قد أفرجت عن المعتقلين اللُّبنانيين لديها، عار إذا على "شقيقتكم" أن تنكر وجود معتقلين على أراضيها وعار عليكم أن تدعوها الشَّقيقة وعار علينا إن لمْ نناديك عميلا!