وأضحى الأسير أسيرا... ولكن!
الموقف AUG 17, 2015
صباح الخامس عشر من آب، استيقظ الُّلبنانيُّون على صور شاب أصلع تخاله عاديًّا ما دفع البعض إلى التَّساؤل عن السّبب وراء نشر صوره، ليأتيهم الخبر العاجل موضِّحًا: توقيف الإرهابيّ أحمد الأسير في مطار بيروت بعد محاولته الفرار عبر الخطوط المصريَّة. واشتعلت بعدها مواقع التَّواصل الاجتماعيّ تعليقاً على الموضوع، فهناك من استذكر شهداء الجيش الُّلبنانيّ في معارك عبرا، معتبرًا هذه الخطوة انتقاماً للجيش ومطالبًا بإعدام الأسير، وهناك من رفض فكرة الإعدام دون الامتناع عن تأييد التَّوقيف، ولكن، وفي كلِّ الأحوال، كان الشَّارع الُّلبنانيُّ بأكمله مؤيِّدًا لهذه الخطوة، ناعتًا الأسير بالإرهابيّ.

إنَّ اعتقال أحمد الأسير، على الرُّغم من عمليَّات التَّجميل التِّي خضع لها لتغيير ملامحه وإتقانه تزوير هويَّته، هو إنجاز كبير للأجهزة الأمنيَّة التِّي برهنت عن جدارتها وقدرتها على تنفيذ أصعب المهام لتزول بالتَّالي كلُّ الشُّكوك حول قدرات الأمن الُّلبنانيّ. ولكن في الوقت عينه، تدفعنا هذه الخطوة إلى وضع علامات استفهام جديدة حول مواضيع تثير الدَّهشة. إذ كيف يُعقل لجهاز أمنيّ قادر على ملاحقة شيخ متطرِّف ومتنكِّر بزيٍّ بعيد كلِّ البعد عن شكله الحقيقيّ، وعلى الإمساك به، أن يفشل في ضبط شبكات إرهابيّة مختصّة بترويج المخدِّرات أو بالخطف أو بالسَّرقة أو بعمليَّات الشَّغب على أنواعها، خصوصّا وأنَّ هذه الجماعات تتنقل في المجتمع بكلِّ حريّة، من دون أيِّ محاولة لإخفاء هويَّتها أو تغيير شكلها؟ ولماذا بات مسموحًا لهذه الشَّبكات أن تفتخر بإرهابها، وما الذِّي يمنع الأجهزة الأمنيَّة من ردعها وتوقيفها؟ فهل تقلُّ تلك الشّبكات خطراً عن الأسير، بخاصةً وأنَّها باتت تحصد عشرات الضَّحايا يوميًّا؟
الموقف AUG 17, 2015
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد