"حزب الله يهول ويضغط ليصل الى ما كان النظام السوري قد فرضه لمدة ١٥ عام: تخلي الدولة له عن دورها وقرارها السيادي في الأمن والسياسة الخارجية"
هكذا غرّد الشهيد محمد شطح قبل ساعة من إستشهاده، دون أن يعلم إنه هو سيكون هدف الإرهابيين نتيجة  عجز الدولة وتخليها  عن دورها وقراراتها السيادية.

كثرت الإتهامات والتحليلات، لكن الواقع ما زال واضحًا، لم تشوهه شظايا التفجير الغادر.

أراد أهل الظلمة توجيه رسائل في عدة إتجاهات من خلال التوقيت والمكان والشخصية المستهدفة.

إختار الإرهابيون توقيت عمليتهم الغادرة قبيل أسابيع من بدء المحاكمات في المحكمة الدولية وفي خضم المعركة السياسية حول تركيبة الحكومة الجديدة وفي ظل إقتراب موعد إنتخاب رئيس جديد للبلاد.

إختار الإرهابيون مسرح الجريمة في منطقة من المفترض أن تكون أمنية لقربها من القصر الحكومي ومجلس النواب ومنزل  رئيس الحكومة المستقيلة وبيت الوسط.
إختار الإرهابيون محمد شطح بالإضافة لإنتمائه للقوى السيادية التي تحاول قدر المستطاع المحافظة على الكيان اللبناني، فهو رمز الإعتدال، والإعتدال يعرقل مخططات التكفيريين.

إذن القاتل هو نفسه، لا يهاب المحكمة ولا يسلم المتهمين،

القاتل نفسه لا يهاب الدولة وأجهزتها تخطيطه دقيق وتنفيذه أدق، حركته على الأرض سهلة لا ترصده كامرات المراقبة ولا تجده الأجهزة الرسمية،

القاتل نفسه يقتل كل من يقف في وجه مخططاته وكل من يجرؤ أن يقول له ماذا تفعل؟

إنهم هم نفسهم الذين يحاربون الإعتدال من أجل تقوية المتطرفين فتسود شريعة الغاب فيهولوا على البعض بوجود التكفيريين، وهم لو لا اعمالهم لما كان هناك أصولي وتكفيري ومتشدد.

يا قادة 14 آذار، ما بالكم مكتوفي الأيدي تنتظرون لحظة إستشهادكم؟ ألم تروا إن الإستنكارات والإدانات لم تجدي نفعًا؟
فالأحداث عبر التاريخ أكدت إن الثورة هي صراع بين الماضي والمستقبل، والطريق الى انجازها ليس مفروشا بالورود لكن الثورة وحدها هي التي تقلب الطاولة على المستبد وتطور المسار التاريخي للشعوب، أعيدوا إحياء ربيع 2005 قبل أن تسقط عواصف الشتاء آخر أوراق شجرة الحرية.

فخامة الرئيس أنت الأمل الباقي، لم تعد المعركة سياسية بين أطراف متنازعة بل أصبحة معركة الجمهورية، تكون أو لا تكون، نحن معك والدستور سلاحك، وسطور الدستور فوق كل النقاط، فلتتشكل الحكومة التي تراها مناسبة لإنقاظ القطار و"لي بدو يصير يصير".