الى من لا يعلم ما هي القوّات اللبنانيّة وما هي أهدافها، الى من لا يعلم ما هو المشروع التي لم تمارسه بعد على أرض لبنان، وردّاً على كلام مناصرو التيار الوطني الحرّ وعلى كلام من يدّعي نفسه رئيس لجنة الشباب والشوؤن الطالبيةّ في التيار الوطني الحرّ المهندس أنطون سعيد، الذي يعتبره البعض رمز المصداقية والشفافية، أقول:
نشأت القوّات اللبنانيّة مع القائد المؤسس بشير الجميل وأكملت مسيرتها مع القائد الدكتور سمير جعجع، أكملت مسيرة الشهيد الحيّ، ولكنها اتخذت منحاً يعكس صورة القوّات في زمن السلم. فقد حوّلها الحكيم من ميليشيا مقاومة في الحرب الى حركة شعب انتفض من وجه الغزاة، وجماعة حزبية تركت بصماتها على كلّ الأحزاب المعادية والصديقة.
خرج الحكيم من الزنزانة، خرج من سجن وزارة الدفاع ومعه خرجت القوات اللبنانية من سجن الإعتقال، لتنطلق من جديد شامخة شموخ الأرز، تترسّم خطى الشهداء، ساعية لتحقيق أهدافها التي تنبثق على بناء لبنان الحرية والسيادة والإستقلال، وذلك بعكس ما جاء في كلام سعيد بان القوات في السّابق كان عنوانها الإجرام، والآن هو الأكاذيب والتّحريض الطّائفي والأضاليل، وبعكس مل يقوله مناصري التيار العوني بأننا أصحاب الذلّ والعبودية والتبعيّة، أصحاب الهدر والفساد، أصحاب النزاعات والفتن، والأهم هو بأننا أصحاب الميليشيات.
كان لا بدّ من إعادة كتابة تاريخ الحزب ونضال القوّات والحكيم، ليكون أداة مواجهة الحاضر ووسيلة لبناء المستقبل وليس مجرد ذكرى من الماضي بعد التضحية التي قام بها القائد الحكيم لمدة ١١سنة في السجن دفاعاً عن القضية بعد رفضه أن يكون دميّة تتحكم به الدول الخارجية المعادية للوطن.
مرّ رجال القوّات بخروقات عديدة وهجمات متنوعة وما زالت الخروقات تدّق أبواب القوّات حتى يومنا هذا، كمحاولة إغتيال الحكيم سمير جعجع ومحاولة إغتيال بطرس حرب والتعرّض لمرافق النائب الدكتور فادي كرم في الكورة الى جانب المؤتمرات الصحفية التي يهاجم فيها السياسيّون أصحاب النفوس الضعيفة والجبانة القوّات ورئيسها محاولين تحطيم الحلم والتاريخ القوّاتي، لكن رغم ما يجري ما زالت القوّات سالكة طريقها متفاديّة أي عمل ممكن أن يحطمها، حارقة قلوب الضعفاء وقاتلة أذهان الجبناء.
أكمل الحكيم بناء القوّات، تحت راية "مؤسسة نحو المستقبل" لأنه لم يكن يسعى ولن يسعى بعد ما مرّ به الوطن والحزب الى سلك مسار الظلم والخراب والنار.. فأصبحت القوّات دولة مصغرة عن لبنان يطمح كل مواطن لبناني أن ينتسب إليها.
القوات اللبنانية لطالما كان مشروعها الوحيد تغيّير صورة البلاد الحالية المبنيّة على الفساد الدائم والخراب والإهمال، المبني على الإنشقاق الداخلي الطائفي على عكس ما هو مشروعنا الذي جاء دوره الآن لتثبت القوات اللبنانية للمجتمع اللبناني المسيحي والمسلم، الشيعي والسني والدرزي، بأن الحق لطالما كان بيدها والإصلاح الذي تتدعونه ليس من منصبكم وليس من شأنكم لأن اليوم وللأسف الشديد المجتمع اللبناني ينظر اليكم نظرة تيار الفساد والإهمال.
مشروعنا مستمر مع الفوز المتكرر لطلاب القوات اللبنانية في الانتخابات الطالبية في الجامعات الخاصة، حيث أثبتت القوات مرّة اخرى بأن الطالب اللبناني اليوم يتمتع بالثقافة الكافية والكاملة التي تمنحه القدرة على التمييز بين الإصلاح الحقيقي والإصلاح المقنّع.
طلاب وشباب اليوم تنتظر الإنتخابات على أحرّ من الجمر لأنها متاكدة بان النصر سيكون حليفها والتأكيد على أن المجتمع الشبابي ملّ من سماع الكلام الكاذب الذي تتفوه به من يدّعي التغيير والإصلاح الفاسد، أصحاب التشويه الانساني والترهيب البشري، الى من يتحالف مع جماعة القمصان السود والسلاح غير الشرعي، الى من يدّعي الإنتماء المسيحي وهو لا يمارس سوى تعاليم الشريعية الشيعية.
رأينا إنتصار القوات الكاسح في جامعة سيدة اللويزة زوق مصبح الذي كان غير قابل للضحد بنتيجة ٤٠– ٠ والإنتصار التالي في برسا بعد سعيّ الاخرين للتوافق تجنباّ للمعركة، والانتصار الثالث في جامعة ال LAU كان للقوات اللبنانية و14 اذار رغم الإدعاءات والحملات التي ادعى فيها التيار البرتقالي الفوز بالأكثرية في بيروت، وصولاُ إلى الجامعة اليسوعية التي شكلت خاتمة الفوز في الجامعات الخاصة حيث انتهت ب11 كلية للقوات اللبنانية و10 لحزب الله و 4 للمستقلين، وذلك بعد تمدد حوالي ١٠٠٠صوت لحزب الله في الجامعة. مرّة جديدة انتصار واضح للقوات اللبنانية في الشمال والبقاع وحرم العلوم الاجتماعية أو هوفلان حيث كلية ادارة الاعمال اكبر كليات الجامعة.
وكالعادة بعد الهزيمة، مسرحية. مسرحية قام بها التيار البرتقالي ليدّعي فيها الفوز في الإنتخابات الطالبية، حيث ادلى رئيس لجنة الشباب والشوؤن الطالبيّة في التيار الوطني الحرّ أنطون سعيد بخطاب مليئ بالشتائم والأكاذيب متهماً القوات اللبنانية بالإفتراء والتلاعب بالنتائج النهائية للإنتخابات وإدعائها الفوز الكاذب. ولكن للأسف الشديد لم تكن هذه الخطابات لصالحكم أبداً لأن الجميع يعرف الحقيقة الشفافة التي تؤكد فوز القوات اللبنانية في الإنتخابات الطالبية كافة في الجامعات الخاصة.
تذكروا الآن يا أصحاب الحق والضمير، يا أطفال البراءة والطهارة، الأحداث السابقة، أعيدوا النظر في الأيام التي مرّت، فخيرٌ لكم النظر، لأن الأيام المقبلة لن تكون ايضا لمصلحتكم، فالفرحة الكبرى ستكون في إعلان الهزيمة لقوى ٨ اذار في انتخابات الجامعة اللبنانية بفروعها الثانية التي لطالما كانت "قلعة القوّات"، في القريب العاجل، وبذلك تكتمل الفرحة.