نعم، ببساطة، وكما رفع اخرون من لبنان، اسم وطن الارز عاليا، في ميادين عدة كالطب والرياضة والهندسة والقانون والمال ومختلف انواع الفنون، وصولا إلى الاختراعات والابتكارات. تستكمل نادين لبكي اليوم السلسلة، وتثبت مرة جديدة بانه في لبنان المبادرة الفردية تبقى الحجر الاساس في التقدم والابداع وتحقيق الاحلام البعيدة المنال.
في الدراما، بدأ يشق لبنان الطريق عبر صناعة تتطور ببطئ ولكن بثبات وبدأت المسلسلات اللبنانية تخرج من اطارها اللبناني الضيق إلى الافق العربي الاوسع، طبعا من خلال جهود فردية عبر شركات خاصة وافراد.
في السينما، لا صناعة سينمائية في لبنان. وفي حين بدأت الافلام اللبنانية تكثر مؤخرا، وتتنوع بين انتاحات مميزة تحصد الجوائز والترشيحات واقبال الجمهور عليها، واخرى تنحصر ضمن اطار التجربة ولا ترتقي إلى الاحتراف. لا خطة للدولة اللبنانية والمؤسسات المعنية بما يختص بهذا المجال حتى الساعة، لا من حيث تأسيس شركة لدعم وتمويل وتطوير السينما اللبنانية والمخرجين والمنتجين والممثلين اللبنانيين، أو بناء استديوهات خاصة بهذه الصناعة، أو تقديم تسهيلات وتحفيزات للشركات العالمية بهدف تشجيعها على الاستثمار في هذا المجال على الاراضي اللبنانية.
ومع ذلك، وكما العادة، كان للمبادرات الفردية الفضل في التأسيس للتجربة السينمائية اللبنانية، ومن اشهر من نادين لبكي لترتقي بهذه التجربة إلى العالمية، وتفتح الابواب واسعا أمام وطن الارز على مسارح اهم المهرجانات، لكي يرى العالم مرة جديدة صورة مشرقة من صور هذا الوطن الصغير، بتنوعاته وتناقضاته، ببساطته وارثه وخليطه، بطبيعته وعاداته، واهله. نعم تمكنت نادين لبكي ومع اصرار كبير وعمل دؤوب وجهد متواصل من تحقيق خطوات عدة على درب الالف ميل.
من النجاحات الباهرة في الاعلانات، إلى بصمات ابداعية مع اهم النجوم في الاغاني المصورة، إلى دور بطولي في فيلم "البوسطة"، مرورا بأولى محطات النجاح الكبرى في مهرجان كان السينمائي مع "سكر بنات"، كرت السبحة مع نادين كممثلة في افلام لبنانية وعالمية، وصولا إلى أول ظهور للبنان على سجادة هوليوود الحمراء من خلال "وهلأ لوين؟". درب طويلة نتمنى أن تطول مع المبدعة اللبنانية - العالمية بإتجاه المزيد من افلام وابداعات كبيرة، وجوائز كبرى لا تعرف اية حدود.
فإلى نادين الكاتبة والممثلة والمخرجة، وإلى رودني الحداد في الكتابة ايضا، إلى موسيقى خالد مزنر الرائعة، وايفون وخليل وانطوانيت وليلى وكلود وانجو وعادل وسمير وزياد وكافة افراد الطاقم من ممثلين ومصورين وتقنيين ومنتجين، اجمل التحيات، لأنكم في "وهلأ لوين؟" نجحتم في تحميل المرأة اللبنانية وأمهاتنا رسالة سلام، واللبنانيين امانة الارتقاء ببلدهم إلى الدولة الحقيقية بعيدا عن الطائفية الضيقة والحروب، وللبنان رسالة التمسك بالجذور الجميلة الحالمة بين ضحكة مدوية من هنا، ودمعة حزينة من هناك.
الجوائز العالمية
أما في مشاركات فيلم "وهلأ لوين؟" في المهرجانات العالمية فتنوعت بين وصول السينما اللبنانية الى "الريد كاربيت" في هوليوود للمرة الاولى في تاريخها حيث تم اختيار الفيلم من بين أفضل 5 أفلام في مسابقة
Critics Award لفئة أفضل فيلم بلغة غير الانكليزية أو ما يعرف بجائزة النقاد لأفضل فيلم أجنبي.ورغم أن الفيلم لم يحصد الجائزة، الا أن مشاركة المخرجة اللبنانية نادين لبكي في حفل توزيع الجوائز بجانب كبار نجوم هولييود تعتبر المشاركة الاولى لفيلم لبناني في حدث سينمائي عالمي
.
كما تمّ اختيار الفيلم كجزء من مسابقة "نظرة ما" في مهرجان كان ٢٠١١، وتمكن من حصد جائزة العالمية في المهرجان، المشاركة في العروض الخاصة في
مهرجان تورونتو٢٠١١ وجائزة الجمهور في مهرجان تورونتو ٢٠١١، جائزة أفضل فيلم أوروبي في مهرجان سان سيباستيان ٢٠١١، جائزة البايار الذهبية في مهرجان نامور لليسنما الفرنكوفونية ٢٠١١، جائزة الجمهور في مهرجان أفلام الجنوب في أوسلو ٢٠١١، جائزة الجمهور في مهرجان الدوحة تريبكا السينمائي ٢٠١١.
القصة
تدور أحداث الفيلم في قرية صغيرة معزولة عن محيطها، يسكنها مسلمون ومسيحيّون. بعد تركيب جهاز تلفزيون على قمة احدى التلال المحيطة بالقرية، يكتشف اهل القرية ما يدور من نزاعات طائفية في العاصمة، وتندلع المشاحنات الطائفية بين رجال القرية بسبب حادثة بسيطة. في محاولة لتخفيف من حدّة المشاحنات، تلجأ نساء القرية إلى بعض الحيل والخدع، وتقوم النساء باستقدام راقصات ذي أصول أوروبية شرقية لإلهاء الرجال عن المشاكل الطائفية. ثم تقوم بخبز الحلوى ودسّ الحشيشة والأدوية المخدّرة فيها في محاولة لسحب السلاح من القرية ودفنه. وأخيرا، تعلن كل امرأة تغيير دينها لوضع الرجال تحت الأمر الواقع (المسيحية تعتنق الإسلام والعكس).وهلأ لوين؟
فيلملبنانيأنتج عام 2011، وهو الفيلم الروائي الثاني ل
نادين لبكي، عُرض الفيلم لأول مرة في
16 أيار2011في
مهرجان كان السينمائيضمن نشاط "نظرة ما.
جو القزي
رئيس دائرة الاعلام
مصلحة طلاب القوات اللبنانية