من جبال "قوروش" إلى لبنان عُصارة القداسة، والحرية حملنا، تراب الحقول جبلنا وعجنّ خبزا ً،عرق دمّ الأجداد مزجنا كأس صلاتهم رفعنا منذ الوصول إلى جبّة بشري،من قنوين النّسك، إمتدادا ً إلى البقاع ومنطقة دير الأحمر، فزحلة، مرورا ً بكسروان الكرسي البطريركي، جبل فخر الدّين والأمير بشير والجنوب، كفرحي- البترون وتنورين وعكار، وحدة وجود ٍ نحن في لبنان ومنه إلى العالم. من سيد السادة مارون، إلى كل البطاركة على إنطاكية وسائر المشرق. هذا تاريخنا، هذا إيماننا وهذه صلاتنا "لتكن مشئتك" كما في السماء كذلك على الأرض.
هكذا كنا طول عهود الإضطهاد، 1604 عاما ً من الوجود الماروني في لبنان والشرق... قدرنا على مِثال المؤسس أن نموت لأجل البقاء ولنحيا أحرارا ً. أما لبنان اليوم نريده كما كان دوما ً الرسالة، كأرض الوعد الذي رآها موسى من على جبل "نِبو". لبنان كبير ٌ نريده اليوم كما في الماضي، مع من أعطي مجدك "البطريرك مار إلياس الحويك". هكذا نريد وبالتصميم نفسه، إتمام الإستحقاق الدستوري بإنتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية. لبنان اليوم، نريد فبه رجالا ً تجزم أمرها وتطبق الصلاحيات الدستورية التي أعطيت لموقع الرئاسة في دستور الطائف، بتشكيل حكومة حيادية بعد 11 شهرا ً كفا الإنتظار ماذا تريدون بعد؟؟؟
أما لمن يمتهنون فن المقايضات في الحقائب الحكومية، فن المحاصصات التي لاتنتهي!!! عبر التمسك بمن يسند الظهور بالأمثال الشعبية المعروفة، نقول مهلا ً، نحن قوم ٌ تاريخُنا يشهد لنا، منذ سنة 410 حتى يومنا نقول عفوا ً طريق وزارة طاقة "سندة الظهر" لاتمر بكركي. لا ينفع إظهار التمايز، عن ورقة العراء السياسية في سبيل كسب المغانم الإضافية. من حج في براد النظام السوري يوما ً، يُظهر إستعطاف البطريركية اليوم لأجل المصلحة الخاصة فقط لا غير. بكركي وطنية وقد حددت مواقفها اللبنانيّة عبر الوثيقة التي أطلقتها. الغيارة على حقوق المسيحيين، يُدافعون عنها في حدود الـ 10452 كلم 2، يُدافعون عنها في إيطار الدولة القادرة القوية، وحدها. من يريد المصلحة المسيحية، يدفع لتشكيل حكومة ٍ تنقذ الإستحقاق الرئاسي في موعده. من يريد المصلحة اللبنانيّة، يريد المصلحة المسيحيّة. من يريد بناء دولة تحفظ وجودهم وإستمراريتهم في لبنان وحده يحق له الدِفاع عنهم.
بإختصار ٍ شديد، من باعنا بالعملة الصفراء الإيرانية بالأمس، يبيعُنا اليوم بعملة الذهب الأسود النفطيّة، ومواد تجارتة المباعة والمنتهية الصلاحية هي "المسيحيون وحقوقهم".