أرادوا حكم البلاد فأخذوا فرصتهم بقوة السلاح وحنكة الثعالب، ومن كان شعاره التغيير والإصلاح قبل الوزارة تحوّل بعدها إلى تيار التعتير والفساد، أمّا الثاني فنادى بالمقاومة لينفّذ المساومة على دماء اللبنانيين واستباحة الأرواح.
هذه هي حكومة الثامن من آذار، حكومة من أخرجناهم في العام 2005 بقوة القلم والكلمة، فردّوا الخسارة بالتفجير والحقد الحارق.
انها حكومة بشار الأسد على أرض الثوّار، أرض الأبطال الشهداء الأحرار، أرض من يموت واقفًا صامتًا دفاعًا عن لبنان العظيم، أبطالنا شهداء الوطن وحرية الأرض وكرامة الشعب، وليسوا أبطالًا في سبيل الدفاع عن سوريا الأسد ونظامها الكافر.
ماذا تحاولون؟
افراغ لبنان من شبابه ومن شعبه! لا وألف لا، فقد يهاجر مئة ألف أو مئتي ألف، لكن لن يرحل الأربعة ملايين مواطن، أقول "مواطن" لأن الكل يريد لبنان، إنّما أزيحوا سلاحكم ونيره لتروا النتيجة وتشعروا بالفرق على كامل مساحة الوطن وكافة شرائح وفئات مجتمعنا.
عندما وجهت إليكم أصابع الإتهام السياسي دافعتم عن أنفسكم بأن الحكومة السابقة حملت في سجلاتها عدد كبير من الشهداء، لكن تذكروا أنكم كنتم شركاء في تلك الحكومات وحاولتم تعطيل مفاعيل القرارات التي اتخذتها لمكافحة الة القتل، وكل من سقط هو من فريق واحد ولهدف واحد "لبنان أولا".
أما في حكومتكم الأحادية فأيضا سقط شهداء، من أهم الشهداء، فمن حمى لبنان من شبكات الإرهاب ومن عبوات تفجير الفتنة فيه لم يمت في معركة أم لأنه حمل السلاح، بل أراد لبنان أولاً فقدم نفسه على مذبح الوطن.
أن ترهبونا لن نخاف، فنحن من يواجه بصدور عارية، فلا نهرب أو نختبئ.
"غلط" 14 آذار، أنها قدّمت الكثير من التنازلات كي تحمي لبنان من الفتنة أمام كل من كان يلوّح بها، إن بتحريك الإصبع أو استعمال السلاح في الداخل. لكن نحن الشباب لن نسكت بعد اليوم، فالكثير الكثير مطلوب من 14 آذار إذا ما كانت وحدها في الحكومة المقبلة، لأن الحالية ستسقط لا محالة.
لا، لن ولم نرد أن تسقط حكومة بشار في الشارع، ليس من اجل شخص رئيسها، وإنما حماية لموقع الرئاسة الثالثة والقيمة التي يفترض أن يمثلها في وجدان اللبنانيين، لذلك نصبنا الخيم في مخيم الحرية وقررنا البقاء فيه والتراجع عن الخطوة الناقصة التي صدرت عن بعض الشبان المندفعين الأوفياء.
ختاما، شباب لبنان لا يسخون بأرضهم، أرض ال 10452 كيلومتر مربع، هم كانوا، هم اليوم، وسيكونون غدًا أمام كل من يتربص بلبنان، ليدافعوا عن قبور الأجداد إلى أن تزهر أحلام الأحفاد على أرض يكون للإنسان فيها:
نعمة الحرية، معنى الإنسانية وطعم الكرامة الوطنية. فلنشارك في مخيم الحرية 2012، ولنعلن عناوين المرحلة المقبلة، نريد جكومة لا تغتال شعبها، حكومة حماية اجتماعية واستقرار للاقتصاد، نريد حكومة لا تحكمها سفارة بشار الاسد، نريد حكومة الشرعية ولا سلاح إلا سلاح الشرعية.
الساحة تنتظرنا، فلنلبي النداء، ولنستكمل مسيرة بناء الوطن الذي اسشتهد الالاف من الاحباء من اجلها.