مرّة أخرى لبنان يقع في فخّ "الفراغ الرئاسي" و"التعطيل النيابي" و"الشلل المؤسساتي".
رغم الإنجازات الكبيرة التي يقوم بها كل من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والأمن العام بكافة فروعه، لا يزال لبنان عاجزعن إبعاد يدّ الإجرام والإرهاب عن شعبه.
الأسئلة كثيرة والتهمّ متعددة والأجوبة غير كافية.
في أقلّ من أسبوع واحد، أُنزلت لعنة الشيطان على اللبنانيين، فبين جريح وقتيل، اختلفت وجهات النظر التي توزّعت بين إستنكار وإتهامات رمتها الأطراف السياسية والحزبية كالعادة في ملعب أخصامها. لم ينته الأسبوع الأسود، لينتقل مسلسل الإنفجارات الى جونية، وتحديداً خليج جونية. ولكن، هذه المرة كان إنفجارٍ من نوع أخر. أنفجار مفرقعات الفرح والبهجة احتفلت به كسروان خصوصاً ولبنان عموماً إستقبالاً لفصل الصيف المشرقعلى طريقتها المعتدة سنوياً، رغم التدهور الأمني والسياسي.
إذاً، إذا صحّ القول، صيف لبنان 2014 "عبارة عن مزيج بين حرارة الشمس وجمال البحر، ونار الإرهاب وبشاعة القتل".
ها هم اليوم يناشدون بإنتخابات نيابية، في ظلّ الفراغ الرئاسي. الى اولئك، أي أصحاب الضمير والرزانة، نسأل ونحن مدركين بأن ما من جواب قد يصدر من أفواهكم غير "أنا أو لا أحد" و"نعم للتمديد"، الى متى ستستمرون بحرق الوطن بورقة الدول المعاديّة للبنان عموماً وحزب الله خصوصاً؟ فإذا كانت الإنتخابات النيابية هي الحلّ في إيقاف "سفك الدماء" وتبرير تدخلات حزب الله الى المعارك السورية والعراقية "المحتملة"، فنقول لكم لا وألف لا. لا للتمديد ولا للفراغ الرئاسي.
نؤكّد لكم مرّة أخرى، كما سبق وقال عضو كتلة القوات النيابيّة الدكتور فادي كرم "ترشيح الدكتور سمير جعجع للرئاسة هو ترشيح قوى 14 أذار، وهو مستمر ولا أسباب تفضي الى التضحية به فكل خطوة تخطى يجب ان تكون بمسار الوصول للدولة الفعلية بمؤسساتها".