من جيل شباب تفتحت أعينه ومسامعه على إسم "البطريرك صفير"،
والى صاحب الغبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير،
٩٣ عاماً والقضية واحدة، ٩٣ عاماً والأب الحقيقي للموارنة واحد، سنوات مرّت وما زالت غبطتك تاجرأسنا.
اليوم، نحن نفتقد من طالب بحرية الحكيم، نفتقد من اطلق شرارة ثورة الأرز في النداء الأول في مجلس المطارنة الموارنة عام ٢٠٠٠، نفتقد من اتخذ موقف واضح وحاد من مسألة سلاح حزبالله، نفتقدك يا سيّد بكركي ولبنان.
مواقفك السياسيّة المنسجمة مع بعض طروحات حركة ١٤ آذار أدت إلى توتر العلاقات مع بعض الأقطاب المارونية الأخرى في لبنان كتيار المردة والتيار الوطني الحّر فيما أسموه "انحياز بكركي"، ولكن كما جميعنا يعلم يبقى هذا الطرف الأخر جالس على كرسيه، كاللصّ الجبان، عينٌ مغمّضة وعينٌ أخرى ساهرة على إنشاء الفتن الطائفية الداخلية، ولكن ما لم يعلم به هذا الأخير، هو أننا اليوم لم نبقى كاتفيّ الأيدي، فلطالما أردنا إكمال مسيرة بكركي، مسيرة الحقّ والحرية، ليأتي اليوم المستحقّ فنهديك هديّة من القلب الى القلب، تحالف قوى ١٤أذار وجنبلاط على قانون إنتخاب يمثّل التوافق والعيش المشترك الذي لطالما ناديت بهم وعملت على تحقيقه، لثبتت القواب اللبنانية مرة جديدة أنها خير من يتقن كل المعارك بنجاح لأن الثورة لا تموت وفيها من رفض التنازل عن دماء الشهداء راضياً بالمعتقل أحدَ عشر عاماً..
أخيراً وليس آخراً، سيّدنا، البعض ما زال في اعتقاده منذ القدم وحتى يومنا هذا، أن "البطريرك صفير ينتمي لحزب القوات اللبنانية"، إسمح لنا أن نقول ونحن متأسفين على هذا المفهوم، "لكلّ طفل أمّ، ولكلّ ولدٍ أبّ، قولوا لنا برجاء كيف لنا الحقّ بأن ننكر أصلنا ونحن أبناء السيّد صفير؟".
الى الأب المخلص، نقول:
أنت الذي علّمت المجد أن ينحني خضوعاً، عيدك هو عيد لبنان ومجده.
أطال الله بعمرك الى سنين عديدة يا سيّد.