لا نقاش بان الحركة الحزبية التي تفتقد للجسم الطالبي هي حركة من دون أفق ولا مستقبل، والحركات الحزبية التي انتهت تاريخيا كان بسبب غياب قدرتها على استقطاب الجيل الجديد، فيما الأحزاب التي تضم في صفوفها فئة واسعة من الشباب لا خوف على مصيرها ومستقبلها.
ولا نقاش أيضا بان "القوات اللبنانية" من فئة الأحزاب التي تستقطب بقوة جيل الشباب، والفضل في ذلك يعود بشكل أساسي إلى رئيس الحزب سمير جعجع الذي يجسد بشخصه عامل جذب كبير لهذه الفئة، وكل الفئات بطبيعة الحال، التي ترى فيه الضمانة لمستقبلها في هذا البلد.
وهذا الأمر مرتبط بفصول حياة رئيس "القوات" النضالية التي تشكل نموذجا مثاليا غير مسبوق في التاريخ اللبناني، إذ في موازاة طموح كل مناضل ان يحذو حذو "الحكيم"، فإن الدور الوطني الذي يضطلع به يشكل الضمانة لسيادة لبنان واستقلاله وميثاقيته وحريته.
فالزخم الذي وفّره "الحكيم" حوّل "القوات" إلى قوة حزبية وطنية أساسية، وقوة اي حركة حزبية متأتية من التوازن الدقيق بين أجيالها النضالية، فيما التحديات الرئيسية للقوى الطالبية تتمثل بالآتي:
التحدي الأول، تسييس أوسع شريحة ممكنة من الشباب، لأن قوة اي مجتمع تكمن في شبابه الملتزم بالقضايا الوطنية، والمعني بشؤون وطنه وشجونه، وبالتالي هناك حاجة قصوى لتعبئة الشباب ودفعها للالتزام.
التحدي الثاني، التحصن بالفكر السياسي، لأن الثورة التكنولوجية، على أهميتها، أدت إلى تراجع الثقافة السياسية والالتزام السياسي المبني على العقيدة والفكر، فما يميز الحزبي عن المواطن العادي يكمن في منهجيته السياسية.
التحدي الثالث، الحفاظ على "البراءة" النضالية التي كل همها القضية بعيدا عن الطموحات الحزبية ولو المشروعة، لأن المبدئية في عمر الشباب يجب ان تتفوق على كل ما يتصل بالواقعية السياسية.
التحدي الرابع، تبني القضايا التي تعنى بشؤون الطلاب وحاجاتهم ورفعها إلى مصاف المطالب الأساسية من أجل التحول إلى مرجعية عابرة للاصطفافات الطالبية.
التحدي الخامس، التحلي بروح المبادرة والخروج عن ما يعرف بالسياسة الكلاسيكية، لأن ما يحق للطلاب لا يحق لغيرهم.
فتبعا لكل ما تقدم يشكل النضال الطالبي القاعدة الصلبة لأي حزب سياسي ربطا بالحيوية السياسية التي يوفرها، كما الدينامية والصلابة والقوة والاندفاع والمجازفة، فضلا عن أن لا استمرارية لأي حركة سياسية من دون عنصر الشباب والشابات بطبيعة الحال.
وفي موازاة كل ذلك لا يفترض التقليل من حجم تأثير الجيل الجديد على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي التي تحولت إلى المحرك الأساس للمجتمع، الأمر الذي يستدعي أكثر فأكثر دفع الشباب إلى الالتزام الحزبي.