ماذا لو استقالت الحكومة؟!
الموقف FEB 23, 2016
في زمن الانحطاط السِّياسي الذِّي لم نشهد له مثيل.... في زمن إقحام لبنان الصَّغير بمعارك إقليميَّة ليس بيد أحد أن يعرف أوان نهايتها... في زمن حكومة عاجزة منقسمة على ذاتها... في زمن خروقات "بالجملة"... نرحِّب بكم في عهد الغرائب والعجائب في لبنان! إذ أعلن وزير الخارجيَّة جبران باسيل، وبعد حصوله على موافقة رئيس الحكومة تمَّام سلام، موقفًا خارج الإجماع العربيّ الذِّي لطالما كان لبنان مؤيِّدًا له، ما دفع بالمملكة العربيَّة السَّعوديَّة، وهي دولة عربيَّة دعمت لبنان مرارًا وتكرارًا وقدَّمت هبات للجيش اللبنانيّ، كان آخرها هبة قدرها 3 مليارات دولار أميركي من شأنها تقوية منطق الدَّولة على منطق الدُّويلات القائمة التِّي تفتك بهذا الوطن على عيون الأمناء عليه والأولياء لها، إلى تعليق هبة التّسليح.
 
لا ينطلق هذا الموقف من الدِّفاع عن السعوديَّة فهي دولة عربيَّة شقيقة شأنها شأن أيَّ دولة أخرى يجب أن يرتبط لبنان بها بعلاقة احترام وسلام متبادل، وليس بعلاقة سيطرة وتدخُّل في الدَّاخل اللبناني. إلَّا أنَّ نكران الجميل ليس من شيم اللبنانيين ولا بدَّ من الالتفات إلى مساعدات السعوديَّة لدعم لبنان للتقدُّم والتطوُّر.
 
أمَّا وزير العدل أشرف ريفي فاستقال، وحمل ما تبقَّى من كرامة في حكومة لم تعهد احترام كرامة الشعب يومًا، ومضى...
 
رحل ريفي رافضًا الانحطاط السياسيّ والقضائيّ الذِّي شهده لبنان بإطلاق سراح من خطَّط لزعزعة السِّلم الأهليّ ولسلسلة تفجيرات تهدِّد الأمن وعدم تحويل ملفِّ سماحة إلى مجلس القضاء الأعلى، معتبرًا وجوده في الحكومة عديم الجدوى.
 
أمام هذا الواقع المتأزِّم وعجز الحكومة عن اتِّخاذ قرارات صارمة، بدأ منطق الاستقالة يلوح في الأفق. واستقالة الحكومة اليوم تعني الفراغ الشَّامل وإدخال هذا الوطن في نفق حالك الظلام. تلك الاستقالة اليوم لا تشبه استقالة ريفي الشُّجاعة، بل هي هروب.
 
ولذلك، لا بدَّ أن نذكِّر وزراء بلدنا أن السِّياسة ليست لعبة ممتعة.
 
فمواقفكم اليوم من شأنها أن تهدم لبنان، علمًا أنَّها لم تستطع يومًا بناءه. إنَّكم أمام مسؤوليَّة تاريخيَّة تجاه الشَّعب والوطن.
 
وعليك يا  رئيس الحكومة تمَّام سلام أن تكون رجل دولة مستعدًّا لجعل الحكومة تتحمَّل مسؤوليَّة مواقفها والتَّصحيح والاعتذار إن تطلَّب الأمر ذلك، لحماية لبنان من زوبعات إقليميَّة خطيرة، وهو غير قادر على مواجهة أموره الدَّاخليَّة وإيجاد حلٍّ للفراغ الرِّئاسي الذِّي طالت أيَّامه وأسابيعه، وألقى بثقله على كاهل الجميع.
 
لقد اكتفى هذا الوطن من حسابات ضيِّقة تخنقه... اكتفى من شرارة مواقف سوريا وإيران المتعشعشة في جميع زواياه...
 
كفاكم فتكًا بهذا الوطن، فإن خسرتموه أين ستجدون وطنا سواه؟ أستذكر أيَّام بشارة الخوري وكميل شمعون وأدعوكم لتسيروا على خطاهم لتحافظوا على لبنان. والسَّلام!
الموقف FEB 23, 2016
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد