لن نعيش ذميين
الموقف NOV 18, 2013
إنه لبنان الغد، مريم العذراء متشحة بالسواد وهي تبكي عاشوراء، أما يسوع المسيح فترك قيامته للحسين الذي أصبح هو من قام وغلب الموت، والحدثان حسب نائب عوني متشابهان فشهادة المسيح على الصليب كشهادة الحسين في كربلاء.

أما الملاهي الليلية في مناطق المتن وكسروان، أقفلت.. وحلت مكانها الحسينيات والمجالس العاشورائية، أوليس هذا ما طالبه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد؟ وها هي اللغة الفارسية، بعد أن أصبحت اختصاصاً أدبياً قائماً بحد ذاته في كلية الآداب، تتغلغل الى مؤسسات الدولة التعليمية مهمشة اللغات الأجنبية الأخرى وتكاد تطيح حتى بالعربية.

فبعد سيطرة الولي الفقيه من خلال "حزب الله" على قرار الحرب والسلم وسياسة الدولة العامة أمنياً وعسكرياً، وحتى اقتصادياً، ها هو يشرع في محاولة تغيير وجه لبنان التعددي المعتدل القابل للآخر، ليصبح لبنان برمته بيئة حاضنة لمشروع المقاومة وخط الممانعة...

ولكن مهلاً أيها السادة، صحيح ان هناك فئة متواطئة متعاملة رهينة قرارات نظام الأسد، وصحيح أيضاً أن بعضهم يخاف المواجهة ويفضل الانصياع ريثما تمر الموجة ويحاول الاستفادة من الوضع القائم قدر المستطاع، ولكن هناك أيضاً "القوات اللبنانية"، سداً منيعاً أمام محاولات دفن الحرية وإلغاء لبنان كما تعرفوه.

للبعض الذي نسي او تناسى من هي "القوات اللبنانية"، نقول له أننا لسنا وليدة الأمس، بل نحن امتداد لمقاومة عمرها 1400 سنة، مقاومة حافظت على الوجود المسيحي الحر من كافة محاولات الإلغاء الداخلية والخارجية، مقاومة حافظت على فكرة لبنان مرتعاً للحرية، ملجأً للمضطهدين، صرحاً للثقافة، ونموذجاً في التعددية.

نحن الذين فتننا الصخور، فلا تجربونا، نحن الذين دحرنا المحتل تلو الآخر، فلا تدقوا بابنا، ولمن يظن ان بسلاحه وصواريخه وانتصاراته الوهمية يستطيع فرض ما يشاء على كل اللبنانيين، نقول له، الحروب التي خضناها لم تكن يوماً متوازنة بل كانت تميل الدفة بشكل واضح للآخر، لكننا صمدنا بإرادتنا وإيماننا بربنا بقينا وازدهرنا.

لن نتخلى عن عاداتنا وتقاليدنا، ومن لا تعجبه هذه الأمور، فطريق المطار الى طهران مفتوحة له (وليس لسواه)، أما الذي يهددنا برفع الأصبع والنبرة العالية، فله نقول، مهما فعلت واستكبرت ثقافة الحياة أقوى من ثقافة الموت، وغداً سننتصرـ ولو بعد حين، وغداً لناظره قريب...
الموقف NOV 18, 2013
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد