تُتداول الأحداث يوميا في سوريا حول العالم، وغالباً ما نرى المسيحيين يُخطفون ويُعتقلون... بعدها تختفي قضيتهم ولا نسمع منهم صدىً ولا بريق أمل بعودتهم، بعضهم ينكر اختفاءهم والبعض الآخر يعيش يومياً بين صراعي اليأس من جهة والأمل من جهة أخرى.
إنّ الشهيد حيٌ في مماته والمعتقل هو الشهيد الحي في سجنه، هو المدفون الحي وراء قضبان الظلم والاستبداد، قضبان الطغاة الملأة بالحقد والكره، وراء هذه القضبان حُبس المظلومون، ومنها خرجوا مرفوعي الرأس، ما نعرفه هو أن الظلم في الارض واحد أيا كان الظالم والمظلوم، فمن جنوب افريقيا إلى لبنان، ومن نلسون مانديلا إلى سمير جعجع والكثير من الأسرى اللبنانيين، القضية نفسها، قضية شعوبٍ رفضت العبودية، رفضت اللاوطنية والوصايات.
من هنا نستنتج أن كلّ مخطوف، وكلّ معتقل اختفوا عن المقرّبين منهم لأنّهم آمنوا بقضية أخذوها على عاتقهم، بالأمس خُطف المطرانين، بعدها الأب باولو دالوليو، وبالأمس القريب الراهبات في معلولا، لم خطف المسيحيين في سوريا، وتحديداً رجال الدين؟ ألأنهم يساعدون الشعب السوري الحقيقي الذي يرفض الطغاة ويسعى إلى الحرية؟ هم يداوون الجرحى، يدفنون الموتى، يبحثون عن المفقودين... يبدو أنّ رسل المحبّة والسلام غير مرحّب بهم عند الطغاة.
أمّا في لبنان، فالنجوم التلفزيونية تسطع يومياً عبر مؤتمراتها الصحافية، متطاولةً علينا، ناكرة الأسرى اللبنانيين في السجون الأسدية من جهة، مُخرجة مسلسلات ومفبركة لجان لتبييض صورتها لدى نظام الطاغية.
إلى متى ستبقى قضية الأسرى اللبنانيين في السجون السورية قضية عالقة بين الماضي والحاضر؟ إلى متى سيبقى التفريق بين معتقل ومعتقل آخر رأس حربة بسبب إنتمائهم السياسي أم الديني؟
أيها اللبنانيون أنكروا من أنكر وجود أبنائكم في السجون السورية، وثوروا على من أثار قضايانا وأسرانا وهمية، ومن يطالب بحقوقنا لا يقوم بالتعدّي على رأس الصرح البطريركي، ولا يساند من يحتل أراضي الوقف الماروني في لاسا وغيرها من المناطق اللبنانية.
ختاماً، نطالب بالافراج عن رجال الدين المسيحيين في سوريا كما الأسرى اللبناننين في السجون الاسدية، وندعو إلى عدم التفريق بين معتفل ومعتقل آخر، فالمزايدين اليوم بحقوق المسيحيين، يجدر بهم تشكيل لجان تأخذ على عاتقها الأسرى اللبنانيين في السجون السورية، كي لا يبقوا للتاريخ ذكرى ويبقى سجنكم المظلم قضية أخذناها على عاتقنا من الأمس حتّى اليوم... وإلى الغد.