على الموعد مع الكورة الخضراء في 15 تموز فادي عبد الله كرّم مرشح القوات اللبنانيّة وقبل الإستحقاق يتناول مع فريق أخبار موقع طلاب القوات اللبنانيّة أهم النقاط ومراحل التحضير لهذه المعركة...
على بعد أيام قليلة من الإستحقاق كيف هي التحضيرات خاصة أن هذه المعركة لم تكن منتظرة في منطقة متعدّدة الفرقاء؟
للأسف بوفاة الشيخ فريد حبيب أُجبرنا على خوض هذه المعركة وقد حملنا المسؤولية فوراً إن من ناحية القيادة أو من ناحية المكينة الإنتخابية وتم التواصل بشكل سريع مع كافة الماكينات الإنتخابية لقوى 14 آذار وبدأ العمل على الأرض في فترة سريعة والشباب يعملون بدقة وتقنية وقد تم الإتصال تقريباً بجميع أهالي الكورة وأصبحنا جاهزين لليوم الإنتخابي الديمقراطي فالتحضيرات الى الآن تسري بشكل جيد جداً.
بأصعب الظروف وحين لم تكن القوات منظّمة الصفوف استطاعت القوات اللبنانية أن تنتصر في الكورة في ال 2005 وتكرر هذا الإنتصار في ال 2009 وفي كل مرّة كان الخصم يبرّر خسارته مرّة تبعية القوات لتيار المستقبل في ظلّ زحف سني وقانون إنتخابي معين ومرّة ثانية شراء أصوات واستقدام ناخبين ولكن هذه المرّة ماذا ستثبت القوات في انتصارها الثالث إن شاءالله؟
كل التجاوزات التي يقوم بها الفريق الآخر يحاول أن يرميها على الغير وهم يبررون خسارتهم بالطريقة الخاطئة، وأعتقد أن أداءهم ينعكس دائماً عليهم، وبالتالي فإن تراجعهم هو نتيجة هذا الأداء وطرحهم الوطني ونحن كقوات لبنانية وقوى 14 آذار نعتمد أداء جيد وطرح وطني مقبول كورانياً أكثر، وأهالينا في الكورة يفضلون هذا الطرح الوطني والسيادة اللبنانية وعدم ربط لبنان بتحالفات زاهية الى الزوال بتحالف مع النظام في دمشق، نظام قمعي لا يشبه لبنان ولا الكورة لهذا السبب المواطن الكوراني يميل الى القوات ونحن نعرف ونعترف بتواجدهم القديم في الكورة وهذا التواجد ساعدهم به النظام الأمني السوري والإحتلال السوري في فترة كنا غائبين فيها حيث كنا معتقلين ومشاريع شهادة، ففي هذه الفترة حاولوا تثبيت أنفسهم كورانياً من خلال الخدمات وتواجدهم الدائم، ومن خلال فرض الأمن الواقع، هذا الواقع انقلب بشكل سريع في ال 2005 لأنه خاطئ وليس له أي علاقة بالمواطن الكوراني وفي ال 2009 كان أفضل ونحن اليوم كلنا ثقة أن هذا الواقع سينقلب عليهم.

هل الكوراني اليوم مخيّر بين الخط الإنعزالي المسيحي المتطرف البعيد عن الحداثة وبين العلمانية المنفتحة البعيدة عن الطوائف؟
هذا السؤال هو من جملة المغالطات والأقاويل التي يعتمدها الفريق الأخر والتي تبعد كل البعد عن المنطق والواقع وهي مرفوضة من أهل وأبناء الكورة وهو كلام غوغائي.
فخلافاتهم الداخليّة كبيرة وهناك رفض لقيادة الحزب القومي السوري الإجتماعي حالياً لأنها قيادة بعيدة عن العقيدة القوميّة، هي قيادة مرتبطة بالنظام القمعي في دمشق بينما القوميين الفعليين العقائديين هم ضدّ هذا النظام ونحن نتذكّر أن النظام السوري قد قمع وضرب الحزب القومي ونحن نعلم أن العديد من مفكري الحزب القومي هم مبتعدين عنه وعن قيادته.
نحن لا نقول بأنهم قد ينضمون لنا أو أننا قد ننضم لهم فخلافنا خلافٌ حقيقي وجوهري. ونحن نحترم أصحاب الفكر ونستنكر القيادة الحالية للحزب القومي التي تدّعي أمور ليس لها أي صلة لها ومن الأمثة على ذلك أنها تدّعي العلمانية وهي تحاول تشرذم العائلات وتدّعي الإنفتاح وبالمقابل تعتبر أن نصف الكورانيين غريبين ودخيلين على الكورة وهي تعتبر أن شارل مالك وفكره وأتباع فكره هم فساد فكري وبيئي فهي أصبحت من العصور القديمة لم تستطع أن تطور نفسها مما أدى الى تحجير فكرها وصولاً الى " محنة عقل" وابتعدت عن إمكانية تقبل فكر الآخر الذي نحن نسير به.
في المقابل نحن نؤمن بالنقد ومقتنعين أن هناك ما يسمى بالمجتمع الكوراني الملوّن، فسيفساء من طوائف وعقائد ومذاهب ونحن نعترف بهم وبوجودهم، مهما كانت النتيجة.
فنحن لا نسعى لإزالة أحد أو قمعه أو عزله ونحن حتماً لسنا بمعزولين لأننا منفتحين جدا وعلى جميع الأطراف وأثبتت ذلك إنتخابات ال 2005 و 2009 وإنتخابات اليوم ستعاود إثبات ذلك لأن انتشارنا أصبح واسعاً .

من فريد حبيب الى فادي كرم ما هو التغيير الذي سيحصل اليوم بين الخط الذي ستتبعه مع الوصول الى المقعد النيابي الجديد عن القوات اللبنانية ؟
أهم ما أتطلّع إليه هو استمرارية القوات اللبنانية واستمرارية ما بدأه الشيخ فريد حبيب فهو من علمنا الوفاء، الثبات، الموقف الصلب فهو لا يخاف، لا يتراجع إن كان صاحب حق، وهو من علمنا التعاون مع الغير واحترام الغير وأنفسنا ومدّ اليد للجميع وأن لا يكون لدينا عقدة تواصل حتى مع الخصم الفكري والعقائدي وهذه المسألة نحن سنستمر بها ونتابعها.
طبعاً كل جيل وكل شخص لديه ما يتميز به وسوف نحاول أن نعمل على الأرض بالأمور التي بمقدورها تقريب المجتمع الحيادي الغير المسيّس في الكورة حيث سنتواصل معها وندعمها ونمثّلها مثلما نمثّل القواتيين وسوف نحاول أن نكون قريبين من الأخصام وأن نكون قريبين من كل شخص حتى ولو لم يكن من مؤيّدينا سياسياً لأن النائب يتمتع بدورين أولاً دور تشريعي في مجلس النواب واستراتيجي بالنسبة للوطن وسياسة 14 آذار وكتلة القوات اللبنانية ولديه دور ثاني مرتبط في منطقته ويجب أن يتواصل مع كل الناس لذلك إن توفّقت في الإنتخابات سوف أكون ممثل لأهل الكورة جميعاً بدون أي إستثناء وسوف نحاول ان نقدم أكبرعدد ممكن من الخدمات ونحن على صعيد الحزب لدينا مصالح عدة من بينها مصلحة التوظيفات التي سنحاول الإستفادة منها من أجل المجتمع الكوراني وكذلك لدينا مصلحة الزراعة والتي هي أمر أساسي بالنسبة للكورة لأنها تتميز بزراعة الزيتون التي تشتهر بها وكذلك لدينا مصالح أخرى مثل مصلحة الطلاب التي سنحاول أيضاً الإستفادة منها لأنها من أكثر المصالح نشاطاً على صعيد الحزب وعلى المجتمع العربي، ونحن سنحاول التواصل مع هذه المصلحة لنرى ما يمكن أن تقدّمه للكورة من أمور ثقافية ومن تواصل مع المجتمع.

أمام واقع الحكومة الحالية هل ستستطيع إيصال صوت الكورة كما ينبغي؟ أو إنك تتوقع صعوبات معيّنة من هذا الوقت خاصةً أن 14 آذار اليوم ليست في الحكم؟
طبعاً لا نخفي وجود صعوبات فالدولة ومؤسساتها شبه معطّلة وليس من الأمر السهل أن تحصل على خدمات وأن توفرها لمنطقتك وأنا كنقيب سابق لأطباء الأسنان تحمّلت مسؤولية نقابة وكنت ألاحظ أنه في غياب الدولة وفي فترة إعتصامات فريق 8 آذار فقد شلّت الحكومة وكنت أعلم أنه ليس بالأمر السهل أن أتقدّم بطلب النقابة وأتواصل مع الدولة وهذا أمر لا نخفيه ولكن اليوم نعلم أن المجتمع اللبناني لا يتّكل فقط على الدولة إنما يتّكل على مؤسسات عالمية وعلى المواطن اللبناني المهاجر الذي ينتظر من يقول له أين أو كيف يستطيع أن يفيد بلده ولكي يفيده من خبراته وإمكاناته المادية والفكرية والمهنية وهناك الكثير من المغتربين يريدون هكذا استثمار ولكن يجب أن يؤمن لهم الجديّة لكي يستثمروا بما يفيد المجتمع لذلك سوف نحاول أن نكون همزة وصل بين الطرفين وأن نؤمن الملفات تفيد ليس فقط الكورة وإنما كافة المناطق اللبنانية وفي الختام نحن إستمرارية لمن كان قبلنا ونسعى لتحقيق الأفضل لكي نسهّل عمل من سيأتي بعدنا فيكون بدوره استمرارية لنا.

لقد لاحظنا تأثرك الكبير بالدكتور شارل مالك فهل سيكون هناك خطوات عملية لتعريف الشباب على هذا الفكر العريق الذي وللأسف نحن كشباب اليوم لم نطّلع كثيراً عليه ولا نعلم عنه الكثير؟
صحيح أن شخص بهذا المستوى العالي من الفكر والإنسانية الذي يتمتع بقيمة كبيرة جداً عالمياً كشارل مالك شخص لا يموت، لا يموت فكره فلا يمكن لأحد ألا يحترمه وللأسف فإن فكره ليس له أي وجود في الكورة، لكن هناك محاولات خجولة وأمور تطرح بإسم شارل مالك لذلك سيكون العمل على تجذر أمناء الكورة في هذا الفكر لكي يشعروا إنهم مدافعين عن هذا الفكر، ولكن وبالمقابل فإن الفريق الآخر يعتبر أن هذا العمل الفكري تسمّم فكري وفساد بيئي، وبالطبع فإن الشخص الذي يملك مثل هكذا فكر فهو يبتعد عن العلمانية وواقعه يكون أصولية فكرية وبالتالي هي أخطر من تلك الدينية إذ إنها تحصر الشخص في فكر معين بعيد عن التطور حيث يرى المختلف عنه بالرأي عدو لدود، فكيف له أن ينفتح على المجتمعات التي سبق له أن أطلق عليها تسمية مجتمعات سوريا الكبرى التي تكلم عنها زعيمه وصاحب فكره أنطون سعاده، فكيف له أن ينفتح عليها وهو لا يستطيع أن ينفتح على إبن منطقته أو على القرى الأخرى في الكورة فنحن بعكسه حتماً، سنتبع فكر شارل مالك الذي هو الإنفتاح على الإنسان بشكل عام وانفتاح على كل الناس بغض النظر عن الإختلاف بالرأي فهذا الفكر مدرسة والمواطن الكوراني يتمتع بها وهي من صلب كيانه ونفسيته وفكره لذا يجب أن يطورها فكرياً لذلك نسعى الى تطوير فكر شارل مالك في هذا المنطقة.
.JPG)
نلاحظ اليوم الخروقات الكثيرة التي تحصل باستمرار على الحدود اللبنانية أو في الداخل اللبناني من محاولة إغتيال الدكتور جعجع حتى أخيراً محاولة إغتيال الوزير والنائب بطرس حرب بكل صراحة ألم تفكر في الموضوع بكل جدية قبل أن تتحمل مثل هكذا مسؤولية؟
بنظري أنه طالما وجد النظام السوري القمعي المجرم في سوريا الذي يقمع شعبه ويدمر مدنه ويحاول قدر المستطاع إتباع سياسة المجازر لكي يرهب أخصامه الأحرار في سوريا، فهناك خطر على لبنان، مع وجود يد له في الداخل تنفذ مخطته إذ وعلى مدى 40 سنة تنفذ الإغتيالات والإجرام لذلك كل إنسان لبناني حرّ مهدد بأمنه وحياته، وبالتالي ليس فقط السياسيين لأنه من سقط في هذه المجازر كان أغلبيتهم من المواطنين الأبرار ونعم هناك خطر دائم ولكننا نأخذ إحتياطاتنا قدر المستطاع والباقي يبقى على الله فهو من يؤمن الحماية.
أنت كقائد لهذه المعركة كيف ترى مصيرها خاصةً أن هناك العديد من المغتربين في الكورة ويحكى عن قدومهم أو عدمه هل سنكرس الإنتصارات السابقة ل 14 آذار تمهيداً لإنتصار 2013 أم هناك تخوف؟
إن شاء الله سوف نعود ونكرس الإنتصار ولكن هذا يستدعي العمل إذ أنه وإن لم نعمل بكل زخم كمكنة 14 آذار مجتمعة فالفوز ليس مضموناً والخصم موجود ولديه مكينته ولا يستهان به، وبالتالي نحن طبعاً نعمل بقوة مع حلفائنا والإحصاءات تعطي الأغلبية لفريقنا ولكن هناك فريق من الكورانيين حيادي وهو من يقرر في اللحظة الأخيرة بناءً على الطرح وعلى الأداء وعلى التعاطي معهم وهذا فريق يستوجب الإحترام لذلك سنعطيه الوقت الكافي وسنستمع لمطالبه ومن سيتقن العمل السياسي هو من سيفوز بهذه المعركة.
إنطلاقاً ومن هنا " لكورة العزّ وثورة الأرز " لماذا هذا الشعار والى أي مدى سيؤثّر بالأفراد الذين لم يقرروا بعد؟
الشعار وحده لا يكفي لكي تستميل الحيادي فالأهمية الكبرى تتوقف على الأداء والخطاب الذي تلقيه وهذا أصبح واضحاً لأهل الكورة الذين يلمسون الفرق بين خطابنا وأدائنا وبين خطاب وأداء الفريق الآخر، فنحن نشبه أبناء الكورة أكثر بخطابنا وأدائنا وهذا لا يعني أننا نعتبر الخصم ليس من أبناء الكورة لأننا لا نعتبر أن هناك كوراني أصيل وكوراني غير أصيل، فنحن أصيلين مثل بعضنا البعض ولكن كل منا يتجه في خط معين ولكن الأداء والتعاطي والخطاب هو من يخلق الفرق، ونحن في خطابنا وأدائنا أقرب الى الكورانيين.

أما بالنسبة للشعار " لكورة العزّ" لأن أبناء الكورة لديهم عزة نفسهم الكبيرة جداً حتى إن الكورة هي من المناطق المحرومة والدولة لا تقدم لها أي خدمات ولا تسهل على نوابها جلب الخدمات لها والكوراني رغم العوز الذي يعيشه فهو لا يطالب وقليلاً ما نراه يعترض أو يعتصم وذلك من عزة نفسه، فمن هنا وكمسؤول إذا استطعت أن أصل الى النيابة سأطالب وأعمل على تأمين ما هم بحاجة له دونما أن أنتظر طلب ذلك إذ إنني أعلم تماماً طبيعة تفكيرهم.
"ثورة الأرز" وذلك لأن الكورة كانت خزان لثورة الأرز ففي 14 آذار 2005 لم يبقى أحد في الكورة فأهلها إتجهوا جميعاً الى ساحة الشهداء وكان ذلك أمر صعب لأنها كانت تحت سيطرة الحكم القمعي للجيش السوري والمخابرات السورية التي تواجدت في أميون والتي كانت تزلّ الناس وأول من زلّوا كانوا حلفائهم والخصم الذي ترشح ضدنا أزلّ من قبل هؤلاء الضباط.