أيام قليلة تفصلنا عن نهاية الإستحقاق الرئاسي
في الجلسة الأولى كانت الورقة البيضاء السيدة الأولى، وفي الجلسة الثانيّة عطّل النصاب نواب يعتبرون أنفسهم مدافعين عن الحقوق المسيحيّة....
من يغطّي السلاح الغير شرعي لا يحمي المسيحيين، ومن يبارك تدخّل حزب الله في سوريا لا يحمي لا اللبنانيين ولا المسيحيين، ومن يحمي تبييض الاموال، تهريب وترويج المخدرات من الكبتاجون وغيرها لا يحافظ أبداً على حقوق المسيحيين، ومن يغطّي التعدّيات على أراضي المسيحيين لا يحافظ على حقوق المسيحيين، ومن يمرّر داتا الاتصالات لهذا وذاك قطعاً هو لا يحمي حقّ أيٍّ كان.
نعم، هم اليوم يدافعون عن المقام المسيحي الأول في لبنان من خلال تعطيل جلسة إنتخاب الرئيس، فهم لديهم مفاهيم خاصة إكتسبوها من ورقة التفاهم تلك، التي تهدف إلى دمار الكيان اللبناني لقيام كيانات أخرى غريبة..
هذا الإستحقاق، لم يكن محطّ أنظار السياسيين فقط، إنما أهميته طالت الشارع الشبابي الذي يمثل الشريحة الأكبر من الشعب اللبناني، فكان الرّد على الجلستين في الأول من أيار 2014 حيث إحتشد ألفي طالب من طلاب القوات اللبنانيّة في مهرجان "يوم الطالب" الذي تحول إلى "يوم الجمهوريّة".
من كل لبنان لبوا نداء الجمهوريّة، من الشمال إلى الجنوب، من البقاع إلى بيروت، من الجبل إلى الساحل... هتفوا لوصول برنامج رئاسي سيادي، ولرئيس "صنع في لبنان".
لم يخذلهم رئيس حزب القوات اللبنانيّة هو الرجل القوي الذي يجمع الجمهوريّة، وهذا كان جلياً في خطابه الذي شمل تطلعات الشباب اللبناني، والذيدعاهم من خلاله، إلى إعتماد السياسات المنفتحة نحو الأخر دون الوقوع في الزواريب الضيقة كالسياسة "المنغوليّة" المعوجة، التي تقوم على المصالح الذاتيّة و"شغف الكرسي".
ولم يتوقف هنا، فقد غاص إلى العمق الشبابي عبر الكلمات الآتية:...
"كونوا قدوة بجامعاتكن وبمجتمعكن.
بعّدو عن المخدرات وقرّبوا قدّ ما فيكن من الرياضة الجسدية والروحية.
بدنا نبني البلد كلنا سوا، وفق شروط الدولة والدستور والقانون...
بدنا نبني دولة الحق، والعدالة والقانون...
سوا منرجّع لبنان أحلى من ماكان..."
وكم يفتقر المجتمع اللبناني إلى "قائد" يوجه شبابه نحو الطريق الصحيح، وكم هو شاسع هذا الفرق بين القيادات؟
بعضهم يوهم شبابه بالانتصارات الوهمية بغية الحفاظ على المقامات الدينية، بيد أنّ تلك هي السياسة المنغولية التي أودت... ولا تزال حتى اللحظة تودي بحياة الشبّان، هم بذاتهم ضحايا ما يجري وراء الكواليس، لسنا بحاجة سوى لعملية حسابية مثلاً كي تبرز لنا أسباب تدخّل حزب الله بالحرب في سوريا: بشار الاسد هو حليف ايران، إيران تموّل حزب الله، بالتالي، إنّ سقوط سوريا هو من خسارة إيران التي تمرر السلاح لحزب الله عبر سوريا، فإن سقط الأسد إذن يسقط الحزب.
بعيداً عن الحروب، تتراءى لنا لغة قطع الرؤوس التي يستعملها أصحاب القمصان السود وتحوير المقاومة على أنّ سلاحها غير موجّه نحو الداخل اللّبناني، فبات شعارهم التضليل والتغليط، لأنّه من يريد مثلاً تحرير القدس يجاهد فيها وليس في سوريا، ومن يتناسى هويّته اللّبنانيّة ليس أهلاً لها، بعد إضافة جناحهم العسكري على لائحة الإرهاب، أُدخل جميع اللبنانيّين في دوّامة يستحيل الخروج منها، شكراً حزب الله لأنّك شوّهت صورتنا الحقيقيّة في الخارج.
ننتقل إلى المزايدين والدجّالين في محبة الوطن والجيش، الذين يتباهون يوميّاً بحبّهم له من جهة و يدعمون السلاح اللّا شرعي من جهة أخرى، و إن أنكروا ذلك، فالحقيقة هي أنّ السلاح الشرعي، أي السلاح الحامي للوطن، هو سلاح الجيش فقط لا غير، الجيش الّذي قدّم شهداء كثر بوجه السلاح الغير شرعي، كيف لهؤلاء دعم هذا السلاح الذي قتل الجيش؟ نحن مع بقاء السلاح بيد الدولة وإن كانوا يحبّون الجيش فليوقفوا دفاعهم عن السلاح الغير الشرعي، و لتقم المقاومة الإرهابيّة وغيرها بتسليم سلاحهم.
من هنا نستذكر كلماتك يا حكيم:
"بتحب لبنان حبّ صناعتو
هذا شعار كل حرّ في لبنان، ولكن هل بإمكان أحد منكم أن يقول لي ما هو شعارهم؟ أنا سأقول لكم، شعارهم:
حبّ حالك، واشتري من مطرح ما أنسبلك!
إنّ حب الوطن هو من حب الله وليس الاستباحة بالأمجاد الباطلة والتفاخر على الآخرين بالانتصارات والمشاريع الوهميّة، فحين يتحوّل الإرهاب إلى شهادة، أو عندما يُفصّل الجيش بحسب المشاريع الذاتيّة. لا تيأس أيّها اللّبناني لأنّ الشمس تشرق بعد كلّ ظلام و تسطع مهما اشتدّ السواد، فها هو اليومسمير جعجع تجرّأ على الترشّح بوجه المتكابرين والمزايدين، نعم فعلها سمير جعجع لأنّه يمثّل طموحات شبابنا، أي الشباب اللبناني، نعم فعلها سمير جعجع لأنّه الأجدر في اتباع سياسة شبابية بنّاءة، نعم سمير جعجع يمثّل الشريحة الأكبر من اللبنانيين عموماً وتطلّعات الشباب خصوصاً، نعم سمير جعجع يمثّلنا، نعم سمير جعجع رئيساً