يصادف اليوم عيد القديسة بربارة أو ما يُعرف بعيد البربارة الذي يحمل الكثير من الأهميّة لدى أطفال لبنان. هو العيد الذي يملأ الشوارع وتكثر به الزيارات، هو عيد التنكّر وارتداء القناع، القناع نفسه الذي اعتاد بعض نواب الأمّة ارتدائه على مرّ السنين. تغيّر شكل ومضمون القناع لكن الغاية ذاتها "الإختباء".
يختبئ الفريق المسؤول عما وصل إليه لبنان وراء عناوين عريضة بدأت بـ" تشكيل حكومة وحدة وطنية"، واستكملت بـ "انتخاب رئيس توافقي" والآن تحت عنوان "الحوار". يُطرح الحوار كصيغة للخروج من الفراغ الرئاسي، ومن الأزمة الشّاقة التي تزداد صعوبة يومًا بعد يوم.
ثلاثة أسئلة أساسية تطرح نفسها، من هي الجهات المتحاورة؟ على ماذا يُبنى حوارها؟ هل يكمن مفتاح الحل فعلًا بالحوار؟
الحوار المطروح اليوم هو حوار مع فريق 8 آذار على رأسه "حزب الله" وما لفّ لفيفه من أحزاب. حوار مع من يتحمّل مسؤولية كاملة عما وصلت إليه الدولة من انتقاص للسيادة، وانهيار اقتصادي أتت بسببه أشدّ أزمة اجتماعية شهدها لبنان منذ مجاعة 1915 .
هذا الفريق المحاور هو نفسه من يرفض مناقشة سلاحه غير الشرعي، كما ويرفض مناقشة سيطرته على المعابر غير الشرعية، كما يرفض مناقشة سياسته العدائية تجاه العالم أجمع، ويرفض مناقشة أكبر عملية نهب لأموال الدولة في تاريخ لبنان التي حصلت على يد حلفائه.
هذا الحوار وبكل بساطة سيُبنى على "اللا شيء" وعلى تدوير الزوايا، وهنا الجريمة الكبرى، أن يُعطى لفريق "رفع الاصبع"، شرف الجلوس مع من أعطى نموذجاً صالحاً في ادارة شؤونها.
إخلعوا عنكم قناع الحوار وعودوا من حيث جئتم فالحوار الجدّي هو ما بين أفرقاء المعارضة، بين من يجمعهم ثوابت واضحة وعريضة ولا يختلفون في الجوهر. أما معكم فالكلمة المناسبة هي "الحساب" الذي أتت الدفعة الأولى منه في انتفاضة 17 تشرين، والدفعة الثانية في انتخابات 15 أيّار، اما الدفعات الآتية فترقّبوها من شعب لبنان الرافض لمشروعكم!