في 22 أيّار 2012، عندما سأل أحد الصحافيين ميشال عون عن قضيّة النقيب سامر حنّا أتى ردّه :"إنت جايي تحرتق... وقاتل سامر حنّا مرّ على القضاء وخُلصِت..."
وهي فعلاً "خلصِت" بعد أن دفع القاتل كفالة مالية ولم يصدر أي استنفار أو استنكار للحادثة من نواب 8 آذار ومسيحييهم كما حصل في قضية "لاسا وحراجل".
هذه القصّة التي نهايتها كانت محسومة قبل بدايتها أو قاتل أو مقتول.
وشاء القدر هذه المرّة أن يكون عادلاً ومنصفاً فنجا كل من "أنطوني خليل" و"بيار نخول" بعد هجوم تعرّض له بيار بالسواطير فتدخّل أنطوني الذي مرّ بمكان الحادثة
صدفةً لمساعدة بيار ولم يجد حلّاً أمامه إلّا أن أتى بسلاح من شاحنته وأطلق النار على المتهجّمين مما أدّى إلى وفاتهما.
على الرغم من إنّ ما قام به كان دفاعاً عن النفس إلّا أنّ إحالته للقضاء واجب.
لكن ما حصل هو بروز مناشدات حادّة من "أهالي لاسا" و"عظماء كسروان" ومسيحيي 8 آذار تدعو لاعتقاله وإعدامه.
وللتعبير عن غضبهم عمدوا إلى قطع الطرقات وتعطيل الحركة السياحية وإقفال مراكز التزلّج والتّهديد بحرب طائفيّة!!!
هل فعلاً أصبحنا نعيش في زمن تتحول فيه قضايا فرديّة إلى حروب أهلية - طائفيّة؟ وأصبح قطع الطريق أسهل من سلكها؟
أمّا السّؤال الأكبر في هذه القضية لو كان المقتول هو القاتل أكانت ردّات الفعل التي نشهدها اليوم من مسيحيي 8 آذار هي نفسها؟ أو بالأحرى هل يجرؤون؟
وأين كان ضميرهم الحيّ حين قتل سامر حنّا وغيره من خيرة المناضلين في سبل قيام الدولة؟