قصَّة وصاية
الموقف FEB 29, 2016
"ما بدنا جيش بلبنان إلَّا الجيش الِّلبنانيّ!" شعارٌ توحَّد الُّلبنانيُّون خلفه سنة 2005 في ساحة  الشُّهداء، مطالبين باستقلال لبنان وسيادته. وانطلقت آنذاك حركة "ثورة الأرز" لتنمو وتترعرع وتشكِّل نواة 14 آذار لكي تقف في وجه الهيمنة السوريَّة واحتلالها. يدًا في يد، وقف الُّلبنانيُّون في وجه الاحتلال السُّوريّ: فقاتلوا، وحاربوا، وناضلوا، لكنَّهم ظلُّوا متشبِّثين بموقفهم، ثابتين في قرارهم ضدَّ الهيمنة السوريَّة. أين هو العصب الآن في وجه جميع الأخطار التِّي تحدق بلبنان، كالفراغ الرِّئاسيّ، والتطوُّرات الأمنيَّة والإقليميَّة، وحدِّث ولا حرج عن الحكومة؟
 
أوَّلًا، ولأخذ لمحة صغيرة عن التَّاريخ في زمن الوصاية السوريَّة، وقبل بروز نواة 14 آذار، كان هناك بعض الأبطال الَّذين قاتلوا، وناضلوا، وسهروا وواجهوا ودافعوا عن مواقفهم الثَّابتة بشراسة، لأنَّهم كانوا مدركين بأنَّ لبنان هو حكاية طويلة مليئة بسطور دماء ودموع مجبولة بطين جلول جدودنا في جبال الأرز المباركة وعطر القدِّيسين في الوديان، كما ورفضوا كلَّ احتلال مهما كلَّفهم الأمر.
 
أمَّا اليوم، فالكابوس الأكبر الَّذي نعيش معه هو الحكومة المركَّبة والمؤلَّفة من "كلِّ وادٍ عصا". أذ يتعذَّر عليها اتِّخاذ أبسط القرارات للدفاع عن الوطن. ومن المفروض أن تكون متجانسة، تسهر على حماية المواطنين. فها قد صحَّ المثل القائل: "حاميها حراميها." فلا ينقص هذا الجسم البالي الممزوج بطينة الاحتيال إلَّا محرِّك وصيّ من "الباب العالي"، يذكِّرنا بعهد الوصاية السوريَّة ليصبح "فعَّال".
 
بئس هكذا حكومة، أعضاؤها يتظاهرون في الشَّوارع مطالبين بدولة فعليَّة وهم يُعتبرون من أهلها... يتشابكون، يتنازعون السُّلطات ويتحكَّمون بشعب ما عرف يومًا الخضوع ولا الهزيمة.
 
أخيرًا، هذه الأرض هي وقف الله ولو أتت أمم الدُّنيا كلِّها، لن تنجح بالتغلُّب علينا. فنحن قوم كان وما زال وسيظل واثقًا بأنَّ بعد كلِّ ليلة مظلمة، شعاعًا سيكلِّل وطنًا آمن بالحريَّة، آمن بالحياة بعد الموت، آمن بأسطورة طائر الفينيق، وقرر أن ينفض الرَّماد عنه، وسيكتب حكاية وطن متشبِّث بالكرامة والعنفوان، وطن سائر على درب جلجلة النِّضال المستمرّ!  
الموقف FEB 29, 2016
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد