عودة ٌ بالذاكرة إلى نهار الأحد 13 نيسان 1975 ، يومها إنفجرت الصيغة في ما يسمى" بالبوسطة". هذا صحيح، ولكن القصة ليسست سخيفة، القصة أبعد من الصيغة، أعمق من الوجود وأوسع من الكيان. بربكم كفى!!! كفى إستهزاء ً بالحرب، كفى لن نقبل تهكما ً على دماء الشهداء.
في كل مرة ٍ يعود نيسان في الذكرى، تتركز الصورة على بوسطة "عين الرمانة"... وكأن ما كان المطلوب أن نقدم 100 شهيد ٍ إسمه" جوزيف أبو عاصي" قبل الظهر صامتا ً، ونستقبل بعد الظهر 1000 فدائي بالتهليل والترحاب. وكأن ما كان المطلوب أن نبيع لبنان بدينار البترول العربي، كرمة ً لعيون عباءات النفط الخليجية. كفى!!! لم نكن نحن من رمى الشعب الفلسطيني في البحر... لن نقبل الصّلب على بوابة العرب والعالم... لن نكون شعبا ً بلا أرض ٍمنزوع الهوية.
ولكن كيف تكون القصة أبعد من الصيغة، أعمق من الوجود وأوسع من الكيان؟؟؟
القصة أبعد من الحدود، أوسع من الجغرافيا... لا تنظروا إلى ذكرى نيسان بأسف خايبة الأمل وسخافة بوسطة، ذلك أننا أيقن يوم 13 نيسان 1975 أن ما كان قبل 13 نيسان ليس كما بعده.
في ذلك اليوم أخذت قضيتنا بعدا ًتعدى الوجود المسيحي في الشرق... فكان قرارنا البقاء... ونبقى.
قرار إخذته المقاومة اللبنانبة، جزم شارل مالك حين قال: "إني أجزم أن ما سيقرره المؤرخون في جامعات فرايوزع والسوربون وأكسفورد وهارفرد في السنة 2030 هو أن هذه الحرب كلها دارت حول مصير المسيحية الحرّة في لبنان، هل ستنطفىء المسيحية الحرّة في الشرق؟ هذا هو السؤال. هل سيبقى للمسيحية الحرّة بعد أثر في شرق المتوسط؟ هل لنا نحن المسيحيين الأحرار، مستقبل بعد في لبنان هذا هو السؤال...؟"
والجواب، سنبقى... نعم سنبقى فنحن قومٌ إختار أن يعيش حراً في لبنان الحريّة