اطلّ علينا السيد حسن نصرالله الأسبوع الماضي بموقف جديد من سلاحه اختلفت عليه التحاليل والآراء.
نحن نرى أن هنالك عدّة أسباب دفعت بالسيد حسن الى طرح هكذا مشروع:
1- ورقة " الإستراتيجية الدفاعية" سقطت في عقول اللبنانيين، وخاصة في أذهان مؤيدي حزب الله: فالممارسات الميليشياوية, من اغتيال النقيب سامر حنا و7 أيار, وصولاً الى الإستعمال المكثف للسلاح في الداخل جعلت فكرة الإستراتيجية الدفاعية غير قابلة للتسويق حتى لدى مؤيدي حزب الله... فكيف بخصومه؟
2- حاجة حزب الله الى فكّ العزلة السياسية الناتجة عن مقاطعة 14 آذار لجلسات الحوار: حزب الله في هذا الظرف الدقيق, بحاجة الى حرف قوى 14 آذار عن تركيزهم على موضوع سلاحه. ففشل الحكومة التي يرعاها في المواضيع الإنمائية والإقتصادية والأمنية, أفقدته الجزء الثاني من صورته كلاعب سياسي يمسك بخيوط الحكومة، ويدير وحيداً شؤون البلاد ومصائر الناس.
3- بدأ حزب الله يفقد السيطرة على شارعه، من البقاع واليمونة مروراً بالدكوانة والرويسات ووصولاً الى الضاحية الجنوبية حيث تزدهر الخلافات المسلّحة, كما تزدهر تجارة الممنوعات واستهلاكها.
4- إن هذه الأمثلة بدلاً من أن تدفع حزب الله الى اللجوء الى كنف الدولة كما يمليه المنطق المؤسساتي وكما يدعو اليه فريق 14 آذار, فضل الهروب الى الأمام, باختراعه نظرية الإستراتيجية التحريرية، هذه الهرطقة إن دلّت على شيء, فعلى التخبّط والضياع الذين يحكمان تصرفات الحزب وقد ازدادت وتيرتها بتصدّع النظام السوري الحليف للحزب.
إن الإستراتيجية التحريرية التي ينادي بها الحزب هي إضافة الى كونها هرطقة غير قابلة للتطبيق، فهي تشكل إزدراء بالشركاء في الوطن، وبالشركاء على طاولة الحوار, إضافة الى كونها تشكل إزدراءً بسلطة رئيس الجمهورية "راعي الحوار" وبموقعه.
من هنا جاءت دعوة القوات اللبنانية الى محاورة سعيد جليلي بدلاً من محاورة "الحزب"، إنطلاقاً من أنه "في وجود الأصيل تنتفي الحاجة الى البديل", وليس هذا ما كنا نتمناه لحزب المقاومة.
نختم ونقول، نحن نرى أن استراتيجية التحرير تتناقض والقرار 1701 واتفاق الطائف، ونرى أيضاً أنه لا مقاومة ولا تحرير إلاّ من خلال الدولة والجيش اللبناني.