في عيد حارس الوطن وحامي الأعراض، نستذكر بطولات جيشنا وتصحياته على كل شبر من الأراضي اللبنانية، للحفاظ على لبنان السيد الحرّ المستقل، لبنان الـ10452 كم2، من نهر البارد، الى طرابلس وعرسال وصيدا، وكل أرض وطنية، شهدنا ملاحم بطولية، وآيات من الايمان بالأرض، علمنا جيشنا معنى التضحية مع كل رصاصة أطلقها، وزف قوافل من الشهداء مرارا وتكرارا كلما طلب الوطن عرسانا، وكلما نادى الواجب نداءه، لم تتردد المؤسسة العسكرية يوماً بالرغم من امكانياتها المتواضعة عن قطع يد كل معتد على لبنان، ولم تخذل شعبها يوما بل كانت وستظل فخر البلاد...
ان ثقتنا بالمؤسسة العسكرية، قيادةً وعناصراً، وايماننا بأنها العامود الفقري للوطن، يدعونا اليوم الى المطالبة بتقويتها وتثبيت سلطتها على الأراضي اللبنانية، فلا داعي لوجود سلاح غير شرعي بيد "شبه لبنانية" لأجل مصالح "فارسية"، فمن يدعم جيشه ويثق بوطنيته عليه تسليم سلاحه له، فالجيش هو المسؤول الوحيد عن حفاظ كل روح وكل شبر من الأراضي اللبنانية، وباختصار لن نقبل بعصابات مسلحة تمتص هيبة الدولة على أراض يرعاها الجيش اللبناني...
ان غيرتنا على مؤسستنا العسكرية، وعلى عزتها وكرامتها، تدعونا اليوم الى مطالبة الحكومة والشعب معا بالقيام بخطوات جدية ومتماسكة، من أجل تحرير الأسرى من جيشنا الذين تعتقلهم التنظيمات الارهابية في جرود عرسال، والى معاقبة كل من مهد لتلك العصابات طريق الخطف، فكل أسير من الجيش هو أسير كل بيت لبناني، ولكل بيت حرمته، وللأوطان حرمتها، وعلى الدولة أن تحفظ كرامتها وكرامة وسلامة جنودها، فالجندي حارس الأوطان، وفخره هو فخرنا، ولن نقبل بالاستهزاء بذلك، فما يطاله يطالنا جميعا، فبأي عين تواجه حكومة مستهزأة بملف بتلك الأهمية شعبها؟ وبأي معنويات تغذينا؟ ان عودة جنودنا المخطوفين ضرورة، فلا استخفاف بمشاعر الأهالي، ولا براية حارس الأوطان مهما كلف الثمن!
ان حذرنا الشديد على الالتفاف حول الجيش ودعمه، يدعونا اليوم الى التمني على كل الأفرقاء اللبنانيين الى التمسك والايمان بالله وبجيشهم أولا وأخيرا، والابتعاد عن الانحيازات الطائفية والسياسية داخل الجيش، فالجيش حزبه وطائفته لبنان فقط لا غير، وعلى الجيش أن يكون الصخرة التي عليها ستبنى الدولة، وعلى الشعب دعمه والتعاطف معه والايمان بقضيته لتحقيق ذلك...
في النهاية، نتمنى يا جيشي أن يقدم الزمن لك باقة سلام، أنت الذي قدمت لنا باقات الشهداء ، ونصلي ونطلب من الله أن يحميك وينصرك في كل لحظة تدافع فيها عن أرضك , والى شهداء جيشنا نتمنى لهم الرحمة في جنان الله حيث توافد آلاف القديسين الذين يستذكرهم الوطن معتزا كريما...
حمى الله الجيش اللبناني، ليحيا لبنان!