فجأة وفي عتم الليل عُلقت مذكرة بتاريخ 9\2\2012 معممة على الجامعات اللبنانية بفروعها كافة والمدارس الرسمية كافة وفيها: في مناسبة ذكرى اسبوع المقاومة وذكرى القادة الشهداء تُخصص المدارس الرسمية على اختلاف انواعها ومراحلها ساعة تدريس حول المقاومة في لبنان ضمن الفترة الزمنية الممتدة من 13 شباط وحتى 18 منه!المذكرة مذيلة بتوقيع وزير التربية حسان دياب، ومدير الجامعة اللبنانية عدنان السيد حسين!!!
اللافت ان ساعة "التثقيف" تلك، لم يحضرها الا الطلاب الشيعة بينما انسحب الباقي، ومن بينهم طلاب ينتمون الى "التيار الوطني الحر" اضافة طبعا الى طلاب "القوات اللبنانية" و"14 اذار" وايضا مستقلين.
والسؤال موجه الى وزير التربية الكريم وايضا مدير الجامعة الوزير الملك ما غيره: من قال لهما ان طلاب لبنان يعتبرون تلك "المقاومة" مقاومة؟ ومن أسرّ في اذنيهما كي ينتهكا ابسط حقوق الديمقراطية في أهم صرح تربوي في لبنان، ومن سمح لهما بان يظنا انها ساعة "تثقيف" وليس العكس، خصوصا بالنسبة لفئة كبيرة من اللبنانيين تعتبر هؤلاء المقاومين "قطاع طرق بقمصان سود" وغزاة لبيروت الحبيبة في حوادث 7 ايار؟ ومن منحهما حق حصر "المقاومة"بـ "المقاومة الاسلامية في لبنان"، فيما "المقاومة اللبنانية" قدمت للوطن رئيساً شهيداً هو الشيخ بشير الجميل والاف الشهداء، وجبهة المقاومة الوطنية "جمّول" كانت سبّاقة في مقاومة إسرائيل.
ومن سمح لمدير الجامعة الموافقة على هذه الساعة التثقيفية؟ وهل يظن ان الطلاب في المدارس او الجامعات، هم مجرد الات يتلقون التثقيف المبرمج (كما كان يجري في زمن الاتحاد السوفياتي وفي الانظمة الشمولية)، من جهات مبرمجة ومؤدلجة على ثقافة الموت والتخلّف وحكم القوي بالسلاح وليس بالحق ومنطق الدويلة وجمهورية السلاح الاسود؟
الجامعة اللبنانية والمدارس اللبنانية ليست فروعا من جمهورية الضاحية، ولا امبراطور الضاحية هو المتحكم بالبرامج التربوية حتى لو تحكّم بمدير الجامعة وبوزير التربية، والموضوع لن يُسكت عنه ولا ما يجري في الجامعة اللبنانية ولا ما يرتكبه وزير التربية او مدير الجامعة، وسيكون للموضوع تتمة وتتمات والمهم الا نصمت كي لا تتحوّل المناهج التربوية في لبنان، الى سطور مكتوبة حروفها بتاريخ أصحاب القمصان السود والقلوب السوداء، وكي لا يصبح الكتاب في لبنان الحرف، حرفا ناقصا في سطور مقاومة مزيفة.