لماذا قمتم بهذه المبادرة؟
لقد أحببنا أن نقوم بتجربة جديدة في العلاقة ما بين الأحزاب السياسية، وأردنا القول أنه برغم التباين السياسي بيننا وبين كل مكوّنات ٨ آذار وحزب الله تحديداً فنحن جميعاً لبنانيين وعندما تمرّ فئة معينة أو حزب معين بمحنة من واجبنا الوطني أن نقف جنباً إلى جنب.
بالتالي من خلفية إنسانية وبمبادرة أخلاقية وحرصاً منا على إطلاق تجربة جديدة في العلاقة بين اللبنانيين، قمنا بهذه المبادرة.
كيف تلقّت قاعدة مصلحة الطلاب في القوات اللبنانية هذه المبادرة؟
ذُكِر موضوع هذه الزيارة التي قمنا بها في إجتماعاتنا مع الطلاب وأوضحنا خلفياتها، واعتبر الرفاق أن هذه الخطوة بالأساس تُعبّر عن شعور إنساني صادر عن القوات اللبنانية وفي الوقت نفسه تعكس أناقة سياسية ورقيّ في الأداء الإنساني. لم نقم بالتصرف بنفس الطريقة التي قام بها البعض اثر محاولة إغتيال الدكتور سمير جعجع بل تصرفنا بحسب أخلاقنا ورَأينا أن واجبنا الإنساني والوطني يستدعي أن نتضامن معهم.
لماذا قمتم بهذه الخطوة مع أن فريق ٨ آذار لم يقم بالمبادرة نفسها عند محاولة إغتيال الدكتور سمير جعجع بل العكس تم تجاهل الموضوع أو الإستخفاف به؟
برأيي، هذا الموضوع هو سبب إضافي دفعنا للقيام بهذه الزيارة. عملياً عندما يرى اللبنانيون الفرق بين طريقتي التعاطي وكيف أن هذا الفريق لم يتضامن معنا بمقابل تضامننا معهم بالتالي سينصِفنا الرأي العام ويشجّع خطوات من هذا النوع من قبلنا.
وهذه الخطوة أعطتنا الكثير حيث علِمت أن ممثلي حزب الله وحركة أمل ثمّنوا جداً هذه الزيارة وكان لديهم وعد أن هذه الزيارة ستُرد من قبلهم بمبادرة إيجابية عندما تدعو الحاجة.
هل يمكن أن تؤدي هذه المبادرة إلى وقوف حزب الله إلى جانبنا في قضية المعتقلين في السجون السورية؟
لم يكن هذا هدف زيارتنا، فنحن ما زلنا نؤكد اننا وحزب الله أمام مشروعين سياسيين متناقضين.
فالمخطوفون هم لبنانييون كانوا خارج الأراضي اللبنانية بزيارة دينية وخطفوا، ومهما كانت خلافاتنا السياسية معهم لا نقبل أن يختفي أي مواطن لبناني فكيف بالأحرى أن يُخطفوا خارج الأراضي اللبنانية؟
لم تكن مبادرتنا خطوة سياسية لنطلب من حزب الله أن يقف إلى جانبنا بموقف سياسي معين فلا تقارب بيننا وحزب الله على المدى المنظور بل العكس كل واحد منا يغرّد في مكان معين. لكن منذ أسبوعين لليوم تعرّض لبنان يومياً لحوادث كان لكلٍّ منها أن يورط البلد بفتنة وبعد حدوث إشكالات في مختلف المناطق تصرّف اللبنانيون بوعي فوجدنا أنه في حال تضامنا معهم في هذا الوقت بالذات فإننا نساهم بتهدئة الجو العام وتنفيس الإحتقان وهذه مسؤولية وطنية تقع على عاتق الجميع.
وأخيراً، أريد التوضيح أنه تمّ التداول في بعض وسائل الإعلام أن الزيارة ارتبطت بإشكال جامعة القديس يوسف - هوفلان لكن الواقع مختلف تماماً، فالزيارة كانت مقررة صباحاً وبعد حدوث الإشكال ظهراً علّقت زيارتي إلى أن تأكدت فض الإشكال وكنت قد أوضَحتُ في حال عدم حلّه سيتم إلغاء الزيارة لكن بعد تعاون المسؤول الطلابي لحزب الله معنا وحلّ الإشكال وتأكدنا عودة كل طالب سالماً إلى منزله استأنفنا زيارتنا.