في إطار التّعرّف على مهام مكاتب المصلحة، كان لنا حديث مع رئيسة مكتب العلاقات العامة الرفيقة ميريم عيد.
ما هو مكتب العلاقات العامة، هيكليته ومهامه؟
تأسّس مكتب "العلاقات العامة" منذ فترة قصيرة لا تتعدى السنتين، برئاسة الرفيق غابي أبو رجيلي الذي إضطرّ إلى مغادرة لبنان بعد التأسيس بفترة وجيزة وأنا كنت حينها عضواً في هذا المكتب، فتستلمت رئاسته فيما بعد.
المهمّة الأساسيّة لمكتب العلاقات العامة هي تنظيم العلاقات بين مصلحة الطلاب في حزب "القوات اللبنانيّة" والقطاعات الشبابية في بقيّة الأحزاب اللبنانية ، الحليفة والغير حليفة ، كما وعلاقة المصلحة مع الجمعيات الأهلية داخل لبنان . وهذا ما يميزه عن مكتب "العلاقات الخارجيّة" في المصلحة الذي يعنى بتنظيم العلاقات مع القطاعات الشبابية في الأحزاب الحليفة الغير لبنانية في الخارج .
إن عمل هذا المكتب لا يقتصر على العمل السياسي فقط إنّما يتعداه ليدخل في قلب الأمور الإجتماعيّة التي تهم الشباب اللبناني مما يخلق مساحة مشتركة بين الشباب من كافة الاحزاب اللبنانيةللبحث في القضايا الشبابية ذات الإهتمام ألمشترك بعيدا عن السياسة و نوعاً من العلاقات الجيدة للشباب اللبناني مع بعضهم البعض ومع جمعيات المجتمع المدني.
المهمّة الثانية لهذا المكتب هي التشبيك مع الجمعيات الأهلية ومناصرة قضاياها المحقة كما هي الحال مع منظمة حقوق الإنسان "Human and HumanitarianRights Foundation" التي تأخذ على عاتقها الدفاع المجاني عن كلّ من يتعرض لإعتداء على حقوقه الإنسانيّة ، وجمعية عدالة بلا حدود "Justice Without Frontiers" .وقد شاركت "المصلحة" في ورش عمل تعنى بأمور المرأة و حقوقها وواجباتها المدنيّة و الزوجيّة.
وفي خط موازٍ يعمل المكتب على تأمين التدريب المتواصل للكوادر الأساسية في المصلحة على تنمية المهارات القيادية "Leadership Skills " والمهارات في مجال حل النزاعات "Dispute Resolution".
في هذا الإطار قد تم اختيار ثلاثة أفراد من مكتب العلاقات العامة للإلتحاق في "The Leadership Academy" المنظمة من قبل إتحاد الشباب السويدي "LSU" بالتعاون مع "جمعية مسار " اللبنانية .
يتألف مكتب "العلاقات العامة" من رئيس، نائب رئيس وخمسة أعضاء، والعمل يسير قدما نحو تطويره وتنظيمه أكثر للتّمكّن من أداء مهامه بصورةٍ أفضل . فهو مرآة مصلحة الطلاب في كل عمل يشارك فيه، لذلك يجب التّأني باختيار أعضائه لكي يكون بمستوى الصورة المرتقبة.
ما هي المؤتمرات واللقاءات التي يشارك فيها "مكتب العلاقات العامة"؟
يقوم مكتب العلاقات العامة بتمثيل المصلحة في عدة منتديات شبابية أهمها :
"منتدى الشباب للسياسات الشبابية " Youth Forum for Youth Policiesالمنظم من قبل جمعية "مسار" و اللقاءات الشبابية المنظمةمن قبل الجمعية البريطانية "International Alert".
إن "منتدى الشباب حول السياسات الشبابية " مؤلف من هيئة عامة تتمثل فيها معظم القطاعات الشبابية للاحزاب اللبنانية وعدد كبير من الجمعيات الشبابية.
كثفت "القوات اللبنانية" مشاركتها وعملها في" المنتدى"، إعتباراً من العام 2010 وذلك بهدف الوصول إلى وضع " وثيقة السياسة الشبابية "وعرضها على مجلس الوزراء لاقرارها في اطار السياسات الوطنية التي تلتزم السلطة اللبنانية بتنفيذها.
وقد تم مؤخرا إقرار السّياسة الشبابيّة من قبل الحكومة اللبنانية التي تم رفعها اليها من قبل منتدى الشباب وبالتالي أصبح للدولة اللبنانية لأول مرة سياسة شبابية ، ونعمل اليوم على قوننت هذه السياسة الشبابية في المجلس النيابي بالتّنسيق مع محامين ولجان متخصّصة.
ونذكر أيضا المشاركة الفعالة للقوات اللبنانية في" LYLOT" وهي أكادمية تعنى بتدريب وبتخريج قادة الغد بالتعاون مع "نهار الشباب" وقد تم اختيار خمسة أفراد من مصلحة طلاب القوات اللبنانية من أصل الثلاثين الذين تم قبولهم في الأكاديمية بحيث سيتابعون دورات تدريب لمدة سنة ونصف .
هل هناك مشاركة لمكتب العلاقات العامة على الصعيد الخارجي؟
يكون العمل خارج نطاق الأراضي اللبنانيّة عندما تقوم إحدى الجمعيات الأجنبيّة الموجودة داخل لبنان بدعوة ممثلي الأحزاب والمنتديات للمشاركة بأعمال خارج البلاد.
وقد سبق وشاركنا في العديد من هذه الشاطات وتم انتقاء القوات اللبنانية لتمثل منتدى الشبابهذه السنةفي اللقاء السنوي مع إتحاد الشباب السويدي في السويد وقد تضمن هذا اللقاء عدة ورش عمل .هذا الأمر أفادنا كحزب القوات اللبنانيّة حيث شاركنا في لقاء البرلمان السويدي ، وتعرّفنا على النواب السويدين وتكلمنا عن حزبنا وعن منتدى الشباب لمدة عشرة أيام .
ما أهميّة هذا المكتب في منظمة طلابيّة كمصلحة طلاب القوات اللبنانيّة؟
تكمن أهمية هذا مكتب في المشاركة بنشاطات المجتمع المدني بحيث تتمكن من إيصال رأي الحزب إلى المنظمات المدنية إضافة إلى الحضور الدائم بحيث لا يتخذ اي قرار بغياب القوات ويتولى المكتب أيضا إيصال آراء ألآخرين إلى المصلحة أي إلى الحزب .
والمواضيع التي يتمّ متابعتها ليست فقط نقاشات حزبيّة بل أفكار تتطور لتصبح مشاريع قوانين وقرارات حكوميّة، وهي مهمة لنا كمصلحة طلاب دون أن نغفل أهميتها الحزبيّة. وهذا ما يميزنا عن باقي دوائر ومكاتب المصلحة التي تعمل فقط على الصعيد الحزبي ومع حلفائها السياسيّن. أمّا نحن فعملنا يكون على نطاق واسع مع مختلف الجمعيات ومختلف الأحزاب، حيث نشارك مثلا في حوارات ومشاريع مع "حزب الله"، "حركة أمل" و"التيار الوطني الحرّ"...
نحاول إقامة علاقات نوعيّة رغم الإختلاف في الآراء السياسيّة، ويقوم الحزب أيضاً بالعمل من خلال مصلحة الطلاب على عدد من الأمورالإجتماعيةالغير السياسيّة، كحقوق الطفل وحقوق المرأة، والمحافظة على البيئة وغيرها. وتمّت المشاركة بحملات ومشاريع عديدة في هذا الخصوص.
على الصعيد الشخصي، كيف هي علاقة ميريم عيد بباقي الرفاق بحكم أنك المرأة الوحيدة التي تشغل منصب رئيسة مكتب في مصلحة الطلاب ؟
في البداية كنت المرأة الوحيدة في هيئة المصلحة التي تتألف من 16رئيس مكتب ودائرة ، فكانت نظرة الجميع نوعا ما غريبة خصوصا أن المجتمع اللبناني لم يعتد على دور قيادي للمرأة في السياسة .
وبالطبع لا يمكنني التكلم عن نفسي، يمكنك أن تسألي الأخرين ، لكن الشباب في المكتب يحترمون شخصي ولم أشعر يوماً بأني إمرأة بين رجال فكلنا متساوون في المسؤولية .
ما هي أهميّة مشاركة المرأة في العمل الحزبي؟
المرأة قادرة أن تكون فاعلة، لكي تغير وتؤثرفي السياسةتماماًكما الرجل. وقد اقتنعت الأغلبيّة الحزبيّة بضرورة وجود المرأة وأهميّة عملها الحزبي وإنها كالرجل قادرة أن تكون في الواجهة الحزبيّة والسياسيّة، والمساواة هنا تضيف القيمة والقوة للحزب حيث يمكن للمرأة أن تكون دبلوماسيّة وسياسيّة ناجحة.
ونحن في القوات لدينا سابقة بعمل المرأة الحزبي فإن زوجة رئيس حزب القوات اللبنانيّة النائب ستريدا جعجع قد أثبتت هذا الشيئ ، فكانت وحيدة ، واستطاعت على مدى إحدى عشرة سنة من إعتقال زوجها، من أن تحمّل مسؤولية حزب كان عديده يكبر بظل أجواء من الإضطهاد.
بالتالي عندما تكون المرأة على قدرالمسؤوليّة وملمّة بعملها يمكنها مواجهة التحديات في كل المجالات وبذلك تكون متساوية فعلا مع الرجل.
في الختام بماذا تتوجهين للشباب القواتي؟
أتوجه للشباب القواتي بالقول أن القضيّة الحزبيّة مهمة جداً ولكنها لا تكفي إن كنتم أشخاص لم تبنوا أنفسكم جيداً فلن تقدروا أن توصلوا صوتكم، وإذا لم يكن لديكم علاقات مع كل الأطراف ولكم من القدرة على الإستماع وإستيعاب الأخرين فلن تستطيعوا الإستمرار والتقدم.
نحن نسعىإلىتعريف شبابنا على الجمعيات الأهليةالتي تعنى بأمور غير سياسيّة وذلك لأن الحزب الذي يسعى للإستمرار يجب أن يكون شامل النظر .
إن قضيتنا في الأصل قضيّة ساميّة، تحمل حقوق الإنسان والمرأة والشعب... ونحن في مصلحة الطلاب نعمل على المحافظة على هذا النفس وسنبقى على قضيتنا ونضالنا. لأن العمل على تحسين المظهر دون الترسخ في القضيّة سيجعل من مصيرهالزوال... ولكن القوات كما دائماّ وجدت لكي تبقى وتستمر.