41 سنة على غياب "بشير الحلم.. صاحب الأحلام الكبيرة"، هكذا وصف المفكر الكبير شارل مالك الرئيس الشهيد بشير الجميل، بشير "الرجل القوي الجديد في الشرق الأوسط" وذلك بحسب ما وصفه أيضاً مبعوث الرئيس الأميركي فيليب حبيب بحديث دار بينه وبين الرئيس الأميركي رونالد ريغان.
رغم غياب "بشير الحلم"، لا تزال رؤيته وأقواله حلا للأزمات التي نواجهها اليوم.
رئيس الحلم الذي اصبح رمزاً وطنياً للتغيير، انتخب في ظل خلاف وطني واستشهد في وفاق وطني قد لمسه اللبنانيين في زمن الحرب.
وفي مساء يوم السبت ٢٤ تموز عام ١٩٨٢ أعلن الرئيس بشير الجميل ترشحه لإنتخابات الرئاسة رسمياً.
عقدت جلسة الإنتخاب في ٢٣ آب ١٩٨٢، وانتخب بشير رئيساً في ثكنة الجيش اللبناني في الفياضية وقال "إن انتصاري ليس انتصار شخص، ولا إنتصار حزب، انه انتصار كل لبنان".
طرح بشير مشروع دولة في ٢١ يوم، يوميات كانت تمهد لتحرير وقيامة لبنان من عتمته.
مشروع بشير الحلم كان تحرير البلاد من كل الجيوش الغريبة وبناء دولة قويّة، وبإعداد جيش قادر على ضمان استقلال لبنان ووحدة اراضيه. فكانت رؤيته بإختصار، "انا آت لمهمة محددة هي الـ ١٠٤٥٦ كلم٢، لن نسمح بعد اليوم أن يقتل أولادنا وتنتهك سيادتنا وتبقى بلادنا سائبة، لأن الوطن سندفع ثمنه، والمزرعة سندفع ثمنها، لكني أفضل أن ندفع ثمن الوطن من أن ندفع ثمن المزرعة".
الشوراع في عهد "بشير الحلم" كانت تقفر في الثامنة والنصف ليلاً حتى إنتهاء نشرة الأخبار المتلفزة، ليتجمع المواطنون امام شاشة صغيرة لمشاهدة ما انجزه الرئيس خلال أيام معدودة قبل استلام منصبه رسمياً.
في عهد بشير الحلم، أعلن سنّة بيروت عن استعدادهم للتعاون مع الرئيس الجديد، الرئيس الذي عبر عن عزمه بأن يكون لبنان لجميع اللبنانيين ومن دون إستثناء.
حلم الرئيس القوي، كرس نظافة الكف وتكافؤ الفرص على مشاريع الفساد والسمسرات، ووضع خطط إنمائية سياسية، إقتصادية ومالية، إجتماعية وتربوية وثقافية.
آمن "بشير الحلم" بالأرض والإنسان، وبحسب قوله "كل إيمان لا ينوجد يبقى خارج الأرض والإنسان، فالإيمان الوطني هو الروح".
وقدس بشير الإلتزام بالقضية والتضحية في سبيلها "نحن اخترنا الإلتزام وبالتالي الوفاء، واخترنا الطريق الصعب، وبالتالي التجرد والتشقف والتضحية".
وعلى الرغم من استمال بشير قلوب اللبنانيين، كان ثمة من يرى في بشير مسلسل رعب يدمر مشروعه السياسي البعيد كامل البعد عن لبنان ودولته. وفي ١٤ أيلول عام ١٩٨٢، ادى إنفجار في بيت الكتائب في الأشرفية إلى مقتل 23 شخصاً من بينهم "الرئيس القوي"، اي قبل ايام معدودة من تسلمه منصبه، فأثر استشهاده الى نكسة في قلب كل لبناني مؤمن بقضية كان بشير قلبها النابض.
ومن ذلك الحين لم يعد شهر أيلول كما سبق، ولا تزال الأيادي السوداء حتى يومنا هذا تقتل هذا الوطن وتبكي عليه، ايادٍ جعلت من لبنان مرتعاً لميليشيا مدمرة تسرح وتمرح في ارجاء البلد بسلاح غير شرعي مرتهن لدول الخارج، يقتل خيرة شبابنا ويدعي العفة.
ايادٍ سوداء تغلغلت اناملها في مؤسسات الدولة والسلطة وجعلت منها كهوفاً لخفافيش الفساد والفوضى.
ولكن، نحن هنا، وقد برهن التاريخ الف مرة ومرة أن حزبنا ليس وليد ازمة قد زال بزوالها، نحن انبعثنا من جوهر لبنان وسيادته، وسنبقى في المواجهة، عوعد "بشير الحلم" حاملين القضية.