عندما يتحجج حزب الله بالتعايش و احترام حرية المعتقد، ليفرض عقيدته على الغير
الموقف MAR 21, 2012
في موضوع الجامعة الأنطونية، نرى أن أفعال حزب ألله تثبت حقيقة أنه قوة لا تعرف التراجع، ترفض الاختلاط ببقية المجتمع وتعمل بشكل ممنهج على فرض هويتها وثقافتها ونظرتها ودينها على الآخرين. "ما حدا جبر تلاميذ حزب ألله يتسجلوا بجامعة كاثوليكية مارونية"... ولكن بمجرد أنهم دخلوا حرم الجامعة عليهم التقييد بقوانينها.

كنا على يقين أنه منذ فترة طويلة يطالب حزب ألله بتشييد مصليات في جامعاتنا اليسوعية، الأنطونية، الحكمة وحيث ما تواجد. وهنا أطرح السؤال : هل هذا التحرك الذي شهدناه هو منفرد أم يندرج ضمن تحرك أكبر أو خطة أوسع ؟ وهل سنرى هكذا مشهدية في يسوعية الأشرفية أو في حكمة التحويطة ؟

والمضحك المبكي أن العماد عون إتهم تيار المستقبل بالسلفيّة من منبر الصرح عينه الذي أقام به المتطرفين  حلفاؤه هذا التحرك الاستفزازي الذي لا يراد به إلا الباطل.

وفي النهاية، أشكر إدارة الجامعة الأنطونية على تجاوبها وردّها السريع، صوناً لقانون الجامعة وحفاظاً على هويتها. كما أطالب جميع إدارات الجامعات مسيحية كانت أم علمانية بالحزم نفسه حيال كل من يريد فرض ثقافته علينا.

أختم وأقول أن مشروع حزب ألله يمتد على محاور عدة، منها المال، الديموغرافيا، السلاح (7 أيار)، الجغرافيا أي ظاهرة التوسع غير الشرعي ووضع اليد بالقوة على أراضي الغير (كما حصل في لاسا)، ولكن أخطرها هو المحور الثقافي : يسعى حزب ألله الى فرض نمط عيشه وثقافته علينا، على غرار ما حاول فعله بموضوع كتاب التاريخ وبشأن الفرع الأول من الجامعة اللبنانية ومن خلال فرض ساعات تدريس تشيد بأعماله على جميع الطلاب.

هكذا يريد حزب ألله السيطرة على لبنان وإقامة دولته الإسلامية، ولكننا نقول له : مهلاً، نحن والشعب اللبناني بجميع أطيافه هنا، ولن تتمكن من تحقيق أهدافك... الأفضل لك أن تتتقبل الآخر وتعيش معه في سلام، فنحن أبناء الحياة ونريد أن يحيا الجميع معنا في لبنان بسلام وطمأنينة وبحبوحة. 


 
نديم يزبك
رئيس دائرة الجامعات الفرنكوفونية
 
الموقف MAR 21, 2012
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد