عندما الدويلة تحكم الدولة
مساحة حرة OCT 25, 2013
ومن قال أن الدولة غائبة؟

فها هي قد قامت بواجباتها اللوجستية وأمنت تبادل المخطوفين التركيين مع مخطوفي أعزاز لكن طبعًا دون توقيف الخاطف فهو حامل حصانة الدويلة.

دولة قامت بواجباتها على أكمل وجه لتحرير مخطوفي أعزاز وهذا حقهم، لكنها غير مبالية بمصير معتقلين لبنانيين في سجون البعث، فهؤولاء ليسوا من مواطني الدويلة وليس لديهم فوضاويين يهددون مصالح دول صديقة وليس لديهم "حجة حياة" تشتم الشرعية وتتوعد لمؤسسات الدولة.

دولة ممنوع عليها دخول الدويلة لمعرفة مصير مواطنها جوزيف صادر، دولة حتّى لتواجدها على حدود الدويلة يجب عليها التنسيق مع "أمن الدويلة".

دولة تجند القوى المسلحة الشرعية لخدمة الدويلة  دون التعرض للمتهمين والإرهابيين وتجار المخدرات  من حاملي هوية الدويلة.

دولة لا تستطيع تشكيل حكومتها إن لم توافق الدويلة على الصيغة، دولة إذا إستيقظت يومًا ما من ثباتها وإتخذت قرارًا جريئًا، سرعان ما تتراجع عنه بعد إحتلال الدويلة لعاصمتها.

دولة تسمح بنقل السلاح دون حسيب أو رقيب شرط أن يكون السلاح إلاهي، وتسهل تنقل المقاتلين شرط حيازهم على الهوية "الدويلة".
لكن رغم كل ذلك فالدولة هي موجودة في نطاق عمل محدد تنفذ القوانين على مواطنيها من الدرجة الثانية  بحزم بإستثناء المستوطنات التابعة للدويلة فسكانها من أصحاب الحصانة.

ولم العجب؟ فالدويلة متحكمة بمفاصل الدولة، قواد أمنيين وأصحاب قرار في الدولة هم تابعيين لقيادة الدويلة، فأصبحت الدولة مزرعة والدويلة دولة.
لم العجب من تحول الدولة إلى مزرعة؟ والإستغراب من ضعف الشرعية؟

فقد و ضع رئيس الجمهورية أصبعه على الجرح في العيد الثامن والستين للجيش بقوله:"تصعب مهمّة الجيش إذا تورّط فريق أو أكثر من اللبنانيين في صراعات خارج الحدود ما يؤدّي إلى استيراد أزمات الخارج إلى الداخل، فيتحوّل الوطن إلى ساحة مكشوفة لحرب بالوكالة تنوء تحت ثقله اوأعبائها جيوش الدول الكبرى. وتصعب مهمّة الجيش لابل تستحيل، إذا استمرّت ازدواجيّة السلاح الشرعي وغير الشرعي" فكان الرد من الا شرعية إلى الشرعية سريعًا برسائل صاروخية.

كما أعطى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الحل للوضع القائم حين قال: "لدعم القوات المسلحة" المنصوص عليها في المادة 49 من الدستور، التي "قائدها الأعلى رئيس الجمهورية، وتخضع لسلطة مجلس الوزراء". إن كل سلاح خارج هذا الإطار يعتبر غير شرعي، ويستجلب بالمقابل سلاحا غير شرعي، فتعم شريعة الغاب وتكثر الجرائم".

لكن على من تقرأ مزاميرك يا داوود؟ فمواطنوا الدويلة لديهم إيديولوجيتهم ووليهم.
 
لكن رغم أحادية الدولة في جميع أجهزتها ومؤسساتها، كلمة حق تقال، تحية لشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي الجهاز الوحيد الذي بعمله وبإنجازاته يبقى الأمل بإعادة قيام الدول، جهاز لا يهاب الدويلات، لا يخاف التهديدات يقوم بعمله حتى الشهادة.

في نهاية المطاف ستقوم الدولة، الدولة اللبنانية مهما طال الزمن طالما هناك  شباب يجرؤون على قول الحقيقة وأبطال مستعدين للشهادة في سبيل الجمهورية.
 
مساحة حرة OCT 25, 2013
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد