في يوم عادي كسائر أيام حياة العسكري علي البزّال وغيره من الجنود اللبنانيين، وقبل شروق الشمس، إستيقظ علي وجهّز نفسه، انتعل حذائه العسكري، ولبس بذلة الميدان، وعلى كتفه سلاحه الشرعي "حاميه"، قبّل زوجته وودّع أبنائه، ليُنهي رحلته المنزلية في أحضان والدته وعلى كتف والده، آخذا البركة من ذويه، منتظرين عودته سالما الى بيته وأهله" بعد يومه الوطني... لكنه لم يَعُد.
غادر ليقتل القاتل ويخلّص المظلوم، غادر تاركا في أذهان أولاده صورة "بذلة الميدان" و"سلاح الوطن".
لم يعرفه شعبه، لم يُسأل عن علي في كل صباح، الى أن... وقع ضحية الأسر عند "تنظيم الدولة الإسلامية"ووُضع سلاح الغدر على رقبته وهو يتأرجح يمينا ويسارا...
كَثرَت الخطابات وانهالت الأقاويل والمحسوبيات، وبدأ مصير علي وغيره من الجنود يتدهور مع تدهور المفاوضات والمقايضات.
مصير العشرات من الجنود شبيه بمصير علي اليوم.
فتنظيم الدولة الإسلامية يطالب الأهالي بإغلاق الطرق وإشعال الإطارات وشلّ حركة البلد، وها هم غير مدركين نتيجة تلك الأعمال، لعلّ التنظيم يفرج عن أبنائهم "شفقة" بحالهم المتدهورة. دولتنا، تسعى جاهدة لإطلاق سراح جنودها "أحياء"، وضغوطات الدول الشقيقة تشلّ سفينة المفاوضات من جهة، وتشعل نار جهنم في شوارع بيروت من جهة أخرى.
الى علي والى شهداء الجيش اللبناني،
"نقسم بالله العظيم، مسلمين ومسيحيين، ان نبقى موحدين، الى ابد الابدين، دفاعاً عن لبنان العظيم، عشتم وعاش لبنان".