عالم المعرفة والتكنولوجيا يجتاح عقول الأطفال
تكنولوجيا MAR 16, 2012
نهضة جديدة لجيل معلوماتي متطلّب يتسم العصر الحالي بالتفجر المعرفي والتكنولوجيوانتشار نظم الاتصالات والاستعمال المتزايد للحاسوب والتوسع في استخدام شبكةالانترنت خصوصاً من قبل الاطفال حتى باتوا ينافسونالكبار في اقتناء وشراء الأجهزة التكنولوجية الحديثة التي تشكّل بالنسبة لهم أساسية في حياتهم اليومية ولا يمكنهم الإستغناء عنها.

ان الاتصال الدائم مع الأصدقاء على مدار النهار، ليس وقفاً على المراهقين فحسب، بل يتعدى ذلك ليصل إلى الأطفال القادرين على استخدام الشبكة أو الهواتف المحمولة للدردشة، والدخول الى برامج الألعابمن أي جهاز خليوي، وحتى الاستماع الى الموسيقى والأغاني المسجلة على الاجهزة اللوحية أينما تواجدوا بدءاً في باصالمدرسة، الشارع، وحتى غرف النوم.

ما الذي يميّز جيل المعلوماتية؟
أصبحت الأجهزةالرقمية والإلكترونية جزءاً من حياة الأطفال.وما يميّز جيل المعلوماتية عن غيره من الاجيال هو التعرّف المبكر على التكنولوجيا،الرغبة في الحصول أو القيام بالأمور فوراً، والقدرة على استخدام التقنية لإنتاج مجموعة متنوعة من المحتويات.
إنطلاقاً من هنا، يدرك الخبراء فائدة إستخدام الاطفال لأجهزة التكنولوجيا المتطورة، وقيمتها في نموه الذهني والنفسي. فبرامج الكمبيوترالمعلوماتية، والوسائل التقنية الأخرى المتعددة، تفتح آفاقاً جديدة أمام الأطفال لم تكنمتوافرة من قبل، إذ أصبح بمقدوره، وبنقرة إصبع، أن يتعرف إلى أنماط عيش مختلفة عن نمط عيشه.

خطر الإفراط في استخدام التكنولوجيا
من المهم عدم إهمال الآثار السلبية التي تكمن وراء الإفراط في استخدام الأطفال للتكنولوجيا. فيتسبب الإفراط في العديد من الأمراض الصحية والنفسية نتيجة للطاقات الهائلة التي يسعى الطفل في تفريغها أمام جهاز الكمبيوتر. والخبراء من جهتهم حذروا من خطورة هذه التصرفات، لانها تفقد لغة الحوار بين أفراد الأسرة، وتضع الأطفال في نهاية المطاف في خانة "الإدمان" على استخدام التكنولوجيا، فيضطر الطفل إلى عمل حوار خاص به سواء عن طريق اللعب على جهاز الكمبيوتر أو عن طريق الحوار مع أصدقاء خارج نطاق معرفته".

للوالدين دوراً أساسياً
نظراًلإدراك الأهل أهمية أن يكون في مقدور أطفالهم إستخدام أنظمة التكنولوجيا وأجهزتهالرقمية، ليحققوا نجاحات كبيرة خلال سنوات الدراسة، فإنّهممن جهة يرغبون في أن يجيد أطفالهم التعامل مع هذه الأجهزة، لكنهم في الوقت عينه لايستطيعون التغاضي عن الشعور بالخوف على أطفالهم من هذه الأجهزة، خصوصاً فيإستخدام أطفالهم برامج المحادثة (الشات) التي تشكل خطراً حقيقياً ومؤكداً علىالأطفال.
أمّا التحدي الحقيقي الذي يواجه الأهل، يكمن فيإيجاد وسيلة لمساعدة أطفالهم على الإستفادة من التكنولوجيا المتطورة، إلى جانب ضمانأن يعيشوا طفولتهم بشكل كامل، وذلك بأن لا يتوقفوا عن اللعب وعن القيام بأنشطةضرورية لنموهم، وعن قراءة الكتب، وعن التعلم وفق أساليب التربية التقليدية المجربةوالحقيقية.
إنّ من مسؤولية الأهلتعليم أطفالهم أهمية دخول عالم التكنولوجيا بفعالية وأمان. فعندما يجلس الطفل أمام جهاز الكمبيوتر، عليهم الحرص على مراقبة ما تراه أعينهم، وتوجيههم نحو البرامج ذات القيمالعالية. والأهم من هذا، أن يقوموا بإلغاء برامج المحادثة، نظراً لخطورتها علىالطفل. وعلى الوالدين أن يختارا لطفلهما برامج الألعاب الخالية من العنف والإعلاناتالتجارية.
  
كيف نحمي أطفالنا؟
ينبغي على الوالدين أن يتبعوا بعض الخطوات لحماية أبنائهم قدر المستطاع من خطر الافراط في استخدام التكنولوجيا:
1-   محاولة كسب ثقة الأبناء وذلك بالتقرب منهم ومعرفة أصدقائهم ومحاولة الاندماج في تفاصيل حياتهم اليومية ولكن مع الحذر الشديد والانتباه لعدم فرض الرأي، والذي قد يفسره الأبناء في بعض الأحيان على أنه تدخل في شؤونهم أو عدم ثقة بهم.
2-  عدم اللجوء إلى أسلوب الانتقاد للأفعال والمواقف، والانتقال إلى تقديم بدائل مع نقد الخطأ.
3-  محاولة فهم تصرفاتهم وأسباب إقدامهم عليها بناءً على رؤيتهم ونظرتهم للحياة وتعديل سلوكهم غير المرغوب ابتداءً من نقطة المرغوب لديهم.
4-   عدم اللجوء إلى أساليب العنف والإهانة والتي قد يؤدي تكرارها إلى نفور الأبناء وابتعادهم عن الأسرة نفسيًا واغترابهم داخل أسرهم.
تكنولوجيا MAR 16, 2012
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد