عاش ليخدُم لا ليُخدَمْ
الموقف MAR 13, 2012
الذكرى الثانية لرحيل "أنطوان شويري": عاش ليخدُم لا ليُخدَمْ... رافضاً المناصب حتى الوزارية منها!! 

"ألا افرحوا و أبتهجوا .. فان أجركم عظيم في السماء".

تعود الذكرى وويعود أهله ومحبّوه الى الذاكرة، فالى رحاب حياة الراحل الكبير.

لن ننساك.. وكيف لا؟ ونحن نفتقد للاب الذي حضن عشرات العائلات اللبنانية التي طردت من عملها تعسفا وظلما او لسبب انتماءاتها..

وان ننسى فلن ننساك يا "President".

نم قرير العين... "إن حبة الحنطه ان لم تقع وتمُتْ .. لن تأتي بثمار كثيرة".

ان امثالك باقون دوما وابدا... فبعد عامين على غيابك ماذا نقول؟... كنت المسوؤل والراعي والصديق لجميع الناس... احبك الكبار والشباب الذين لا ينسون الانجازات التي تحققت وبمتابعتك شخصيا... انتصر الشويري بخطته المحكمة ففاز الوطن... عندها رُفع العلم البناني عاليا.

تحية الى القامة الوطنية التي رفضت المناصب وأبت الا ان تقدم كل شيء الى لبنان الوطن ولجميع ابنائه... هذا الوطن الذي أحبَه حتى الثمالة.

تحية الى الرجل الذي ما انفك طيلة حياته يعيش على المبادئ.. أن أخْدُم لا أناُ خْدَمْ. هذا هو "انطوان شويري" الصادق والمبدع وصاحب الصيت الحسن. انه تواضع الكبار في ظروف استثنائية، أحبوه لدماثة خلقه وعطاءاته فبات محظيا باحترم عربي ودولي وحتى فاتيكاني...

تحية الى الصامت الكبير الممدد جسدا على كتف الوادي المقدس في مدينة بشري "مدينة" جبران خليل جبران" الذي قيل فيها عن الراحل: "هذا الرجل عاش امينا على القليل، فاورثه الله الامانة على الكثير".

وفي صيف 2011 كرر الكاردينال البطريرك السابق "نصرالله صفير"... وبعدما استفاض ودائما عن الشويري : "انه في الضوء دائما لانه عمل في الظل ابدا". ويضيف: عائلة " انطوان" ... عائلة متواضعة مؤمنة تعرف ما تريد وقد وصلت الى ما وصلت اليه بفضل الله الذي اراد ذلك!

استرح في عليائك يا عزيزنا، ونحن نعلم ان المؤسسة التي نحتها بيدك غدت على صورتك و مثالك، وهي كما اردتها عندما شاهدتها وهي تعلوا مدماكا مدماك.

- إن رمزية دقيقة الصمت عن روحك الطاهرة كانت بمثابة الوفاء ثم الوفاء لك، كما الدموع التي غدت على وجه رفيقة الدرب السيدة "روز" كانت الوعد والعهد... وهي الام الحاضنة لعائلتها الصغيرة و الكبيرة.
- بيار، الذي تحمل المسؤولية المسؤولة بجدارة واتقان ورزانة فولَد المعرفة والنجاح.
- اما لينا، فهي الحارس الآمن والامين على الشركة التي أحبتها بشغف وهي من صناعة الوالدين.

اضافة إلى أصدقائك الذين صدقوك، بحيث تحولت المؤسسة الجامعة لكل الأطياف إلى مستقبل زاهر بامتياز... أعني بها "Choueiri Group" والتي تضم مئات العائلات الذين يذكرونك ويتذكرونك ويستذكرونك... مكرمين كبيرهم ورمزهم بالصلاة والصلاة.

ان امثالك يا "انطوان" بالتضحية والعطاء لا يموتون، لانهم ما عملوا يوما الا في النور. فذاكرة الناس تتسع، وانت الحي الباقي.

رحمك الله وساعدك في عليائه بالتمني لقيامة عاجلة للبنان، ولشعبه الراحة والأمان.
الموقف MAR 13, 2012
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد