ظلامٌ وعتمة... والحل شمعة
تحقيق MAR 19, 2013
اين الضوء والنور والكهرباء،ولما الظلام والعتمة والشموع؟

سؤال علينا الاجابة عليه لتتوضح بعض الامور للمواطن الذي يعاني يوميا من مسالة انتظار قدوم الكهرباء وانقطاعها، والامر مضحك للغاية حيث يردد الواحد منا كل يوم نفس العبارات "راحت الكهرباء---عجل حول---شيل الازان..." وغيرها من العبارات التي باتت جزءا من كلام اللبناني؛ و ليس بمقدرتنا ان نمرّ مرور الكرام على اهم انجاز قام به المواطن اللبناني، وهو ربط الكهرباء بالساعة "راحت الكهرباء يعني صارت الساعة ستة".
يبدو لنا الامر مضحك لكنه مختلف تماما، فموضوع الكهرباء في لبنان هو ازمة وواقع يصعب حله بسهولة.
فانطلاقا من ان فاتورة الكهرباء فاتورتين وان المواطنون يشكون من ارتفاع الاسعار في ظلّ وجود عصابات من اصحاب المولدات تتحكم فيهم، مرورا بوضع مؤسسة كهرباء لبنان الاداري، وصولا الى الايجابيات التي ستطرأ على قطاع الطاقة الكهربائية في لبنان نتيجة المقترحات المطروحة، سيتم توضيح الحالة وعرض المشكلة وترقب النتيجة.

فاتورة الكهرباء فاتورتين:


انطلاقا من هذا الموضوع، نهاية الشهر تحمل معها بداية المدفوعات حيث اصبح المواطن يدفع فاتورة الكرباء التي تؤمنها الدولة وفاتورة "الاشتراك" اي الاشتراك في المولدات الكهربائية التابعة للبلديات او لشخص واحد يكون المولد ملكه الخاص.

ولا يتوقف الموضوع هنا، فيتبعه تسعيرة المولدات التي يضعها المالكين دون رقابة عليهم، ففي منطقة الحازمية هناك من يأخذ 180$ على كل 5 امبير، اضافة الى ان هناك تقنينا بالاشتراك وليس فقط بالكهرباء بسبب الاعطال التي تطرأ على المولدات لان بعضا منها قديمة ولانها لا تتحمل تقنين الكهرباء القاسي.
ومتابعة لموضوع التقنين لا بدّ من الاشارة الى ان حال اهالي الحازمية لا يختلف عن حال المناطق اللبنانية الاخرى التي تشهد تقنينا قاسيا في الكهرباء، فمنطقة بلونة في كسروان شهدت في الآونة الاخيرة في بعض الايام 18 ساعة تقنين في اليوم الواحد على الرغم من ارتفاع اسعار الاشتراكات بالمولدات الكهربائية لتصل الى 140$ لكل 5 امبير.
 

وعلى نحو آخر يبدو ان مصيبة الكهرباء تطال اصحاب المولدات ايضا، فمن المشار اليه الى ان اصحاب المولدات الصغيرة يتعرضون للخسارة بشكل يومي وان بعضهم من باع المولد الذي يمتلكه لانه لم يعد يؤمّن له ربحا بل اصبح يعرّضه للخسارة.
وردينا معلومات عن ان "باتريك صليبي" صاحب اكبر المولدات في بلونة قال: "ما حدا بيشتغل بخسارة واللي عندو موتور اكيد عم يربح" مشيرا في المقابل الى ان اصحاب المولدات الصغيرة يتعرضون للخسارة لكنّ اصحاب المولدات الكبيرة لا يتعرضون لشيء، مؤكدا كذلك انّ اصحاب المولدات يشعرون بمعاناة المواطن لكن الاخير لا يشعر معهم، فهم يرهنون بيوتهم لشراء المولدات عندما عندما يتوقف احدها عن العمل، وهناك مصالح اقفلت في المناطق الجبلية لانها لم تعد تتحمل الخسارة.
 
 
وضع مؤسسة الكهرباء الاداري:
  •       الهدر الفني:
 
إن الهدر الفني يقدر بـ15 بالمئة، وغير الفني (السرقات والتعديات) 20 بالمئة، و"المشكلة تتعلق بالهدر الفني الذي يتطلب مؤازرة أمنية لوقف التعديات."
فنسبة الجباية تبلغ 90 بالمئة للطاقة المفوترة (الصادرة قيمتها عن طريق الفواتير).
ويذكر أن مؤسسة كهرباء لبنان تتولى أمور إنتاج ونقل وتوزيع الطاقة الكهربائية على كافة الأراضي اللبنانية، كما تقوم بشراء كميات من الطاقة من مصادر محلية، مثل المصلحة الوطنية لنهر الليطاني، وشركة نهر إبراهيم وشركة البارد، وهذه المصادر تمتلك معامل تعمل على إنتاج الطاقة الكهربائية باستخدام المياه المتساقطة.

وتجدر الإشارة إلى هذه المعامل معظمها صغير، وتتحكم كميات المياه المخزنة بكميات الإنتاج التي تقل كثيراً خلال فصل الصيف.
 

 
  •      مشكلة الجباية والتقنيات المتبعة:
الخصوصيّة اللبنانيّة في ما يتعلّق بالجباية ومستوى السرقة المتوزّعة في جميع المناطق اللبنانيّة،ّ الناس من كل الفئات، بمن فيهم الفقراء ومتوسّطو الدخل «مستعدّون للدفع في مقابل ضمانات حقيقيّة بحصولهم على الكهرباء». وعموماً فإنّ أيّ هيكلة للقطاع إن كانت على صعيد الإنتاج أو التوزيع «يجب أن تراعي التشطير بحسب الاستهلاك الشهري أو بحسب المناطق» بسبب «الخصوصيّة» نفسها، ومن المعروف أنّ تلك الاعتبارات لا يستطيع القطاع الخاص أن يحترمها، وأن يرتّب حساباته وفقاً للمعايير الاجتماعيّة.
 

 
الايجابيات التي ستطرأ على قطاع الطاقة الكهربائية في لبنان:


وتوقعت المؤسسة في بيانها "أن تشهد التغذية بالتيار الكهربائي تحسناً تدريجياً بدءاً من أواخر الأسبوع الجاري تزامناً مع وضع المجموعة الرقم 3 في معمل الزوق في الخدمة يوم السبت المقبل الواقع فيه 23/6/2012 بعد انتهاء أعمال الصيانة العامة عليها والتي بدأت في تشرين الثاني 2011. أما أعمال الصيانة العامة على المجموعة الأولى في معمل دير عمار التي بدأت بتاريخ 2/5/2012 فمن المتوقع، في حال عدم حصول أي تطوّر أمني في محافظة الشمال، أن تنتهي في 3/7/2012 بعد تكثيف الجهود للتعويض عن فترة التوقف عن العمل بين 13و25/5/2012 بسبب الأحداث الأمنية التي جرت في مدينة طرابلس والجوار في تلك الفترة. كذلك سيتم وضع المجموعة الأولى في معمل الذوق إضافة إلى ثلاث مجموعات في معمل الجية تدريجيا في الخدمة".
 
تحقيق MAR 19, 2013
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد