ظاهرة تصفّح الشبكات الاجتماعية عبر الهواتف الذكية: الأكثر خطورة... والأسرع انتشاراً
تكنولوجيا MAY 13, 2012
مع التزايد المضطرد والانتشار السريع لوسائل التواصل الاجتماعي حول العالم، حدثت تغيرات كبيرة في طرق سير وتبادل المعلومات ومتابعتها، مما كان له أثر كبير على أساليب الحياة اليومية، حيث أصبحت المواقع الاجتماعية مثل «فايسبوك» و«تويتر» و«لينكد إن» و«يوتيوب» وغيرها من أهم وسائل التفاعل على المستوى الفردي والجماعي. وقد أصبحتالهواتف الذكية الوسيلة الأكثر استخداماً لزيارة الشبكات الاجتماعية.

بدأت وسائل التواصل الاجتماعي تتغير وتأخذ منحى أكبر من ذي قبل وأصبحت محل اهتمام من قبل الأفراد والمؤسسات العامة والحكومية ومؤسسات القطاع الخاص وكذلك الجامعات والأكاديميات. وجاءت هذه التغيرات بالتزامن مع ارتفاع أعداد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وبالأخص «فايسبوك» و«تويتر»، لتصبح بذلك ظاهرة لا تميّز بين الفئات العمرية والاجتماعية. فيرتبطانتشار وسائل الإعلام الاجتماعية بشكل كبير مع ثورة تطبيقات الجوال والهواتف الذكية لما فيها من سهولة تحميل البرمجيات وانتشار استخدامها.


الوسيلة الأكثر انتشاراً

تخيل نفسك جالساً في مقهى على بعد أميال من أصدقائك وزملائك وبكبسة زر واحدة يمكنك تحديد الأماكن التي يتواجدون فيها والتواصل معهم والاطلاع على صورهم وقراءة أبرز مستجداتهم والغوص في تفاصيل حياتهم الخاصة.هذا ما تستطيع فعله الهواتف الذكية تزامناً مع ظاهرة الشبكات الاجتماعية التي تعتبر صرعة الموسم في قطاع الاتصالات. وبحسب تقرير صادر عن "إنفورما تلكوم"، يستخدم حوالى 50 مليون شخص أو 2،3% من مجموع مستخدمي الهواتف، الشبكات الاجتماعية عبر هواتفهم، ومن المتوقع أن تصل نسبة اختراق هذه الخدمة في السوق خلال السنوات الخمس القادمة الى 12،5 % على الأقل.
 
 
ظاهرة في أوروبا... بالأرقام

ارتفع عدد مستخدمي مواقع الشبكات الاجتماعية عبر أجهزة الهواتف الذكية في كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا بنسبة 44 % خلال العام الماضي، بحسب ما كشفت عنه شركة "كومسكور" البحثية في أحدث تقاريرها.
وأشار التقرير إلى أنه خلال شهر سبتمبر الماضي، دخل نحو 55 مليون مستخدم من هذه الدول الخمس الى مواقع شبكات التواصل الاجتماعي أو المدونات الإنترنت عبر هواتفهم المحمولة، بما يمثّل واحداً بين كل أربعة من إجمال مستخدمي الهواتف الذكية هناك.ونصف هؤلاء المستخدمين قالوا إنهم يقومون بذلك يومياً، بزيادة 67% مقارنة بالعام الماضي.

وبالرغم من مضاعفة شبكتي "تويتر" و"لينكدين" الاجتماعيتين من نمو جمهورهما، إلا أن موقع "فايسبوك" لا يزال في الصدارة بفارق كبير، حيث شهد هذا الاخير نمواً من 25 مليون مستخدم إلى أكثر من 39 مليون مستخدم، مقارنة بـ 8.6 ملايين مستخدم لـ"تويتر" و2.2 مليون مستخدم لـ "لينكدين"، وفقاً لبيانات "كومسكور".

ومن بين هذه الدول الخمس، كانت بريطانيا الأولى من حيث عدد زوار تلك المواقع الاجتماعية عبر الهواتف الذكية بنسبة قاربت 47 %، في حين جاءت ألمانيا في المركز الثاني بنسبة 33.%
 

وماذا عن الشرق الأوسط؟     

أصدرت مؤسسة الكاتيل لوسنت نتائج استطلاعها الذي شملت 591 موظفاً في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، حول استخدامهم تطبيقات التواصل على هواتفهم الذكية متضمنة خدمات التواصل الاجتماعية.

وأكدت الدراسة على تزايد استخدام خدمات الانترنت والتواصل الاجتماعي للهواتف الذكية في الشركات وذلك لوعيها بأهمية الدور الذي تلعبه هذه الشبكات في
تحقيق خدمة الزبائن. وأشارت الدراسة إلى أن أكثر من 60% من الذين شملهم الاستطلاع يستخدمون هواتفهم الذكية يومياً للانترنت والبريد الالكتروني والرسائل الفورية، في حين أن أكثر من 40% منهم يستخدمون هواتفهم لوسائل التواصل الاجتماعي بشكل يومي.

وأظهر التقرير الأول حول الإعلام الاجتماعي في العالم العربي الصادر عن كلية دبي للإدارة الحكومية، ارتفاع العدد الإجمالي لمستخدمي موقع «فايسبوك» من العرب ليصل إلى 21.3 مليون مستخدم في ديسمبر من العام الماضي. واستمر هذا النمو المضطرد في أعداد المستخدمين ليبلغ 27.7 مليون مستخدم في ربيع العام الحالي، ليسجل بذلك نمواً بمعدل 30 % في غضون نحو ستة أشهر.
 
وفي ما يخصّ الربيع العربي، استخدم الآلاف الإنترنت لمؤازرة بعضهم البعض قبل التوجه إلى الشارع للاحتجاج ومكّنت الشبكات الاجتماعية عبر استخدام الهواتف الذكية من متابعة الأمور المتعلقة بتطورات الأوضاع ميدانياً أثناء الانتفاضات، وفتحت الكثير من الخيارات وكسرت حاجز المسافات المغلقةمما وسع فرص انتقال المعلومة إلى خارج حدود الزمن والمساحة.
 

فعّالة ... ولكن خطرة

وفي الوقت الذي سهّلت فيه الأجهزة والأساليب التقنية الجديدة عملية الاتصال بالإنترنت فإنها أتاحت لمجرمي الإنترنت أساليب جديدة ومبتكرة لاستهداف الضحايا، إذ إن الاعتماد المتزايد على الهواتف الذكية للاتصال بشبكة الإنترنت والبقاء على اتصال بالشبكات الاجتماعية، أتاح فرصاً كبيرة لمجرمي الإنترنت لسرقة المعلومات الشخصية التي يمكن أن تستخدم في ما بعد للربح المادي.

ويعمل مجرمو الإنترنت مؤخراً على الاستفادة من هذا الانتشار للهواتف الذكية عبر استغلال التطبيقات وتطوير نسخ "مسمومة" من التطبيقات والبرامج التي يمكن أن تبدو شبيهة بالإصدارات الأصلية، إلا أنها يمكن أن تتسبب عند تحميلها بأضرار كبيرة وأن تشكل برمجيات خطيرة تطلب معلومات شخصية غير ضرورية، أو قيام مطوري هذه النسخ بالتحكم بها وبالتالي متابعة أو حتى التحكم بكافة الأنشطة التي تتم على الجهاز.

وللاسف لا يعلم الكثيرون حتى بوجود مثل هذه الأخطار المحدقة بأجهزة الهاتف الذكي التي يُمكن الاحتياط منها بسهولة كبيرة عبر استخدام تطبيقات أمنية والالتزام بتحميل التطبيقات من أسواق التطبيقات الشرعية.

وسواء كنت تستخدم الهاتف الذكي، أو تتصفح أخبار الأصدقاء على مواقع الشبكات الاجتماعية، فمن الهام جداً الأخذ في الاعتبار أن مجرمي الإنترنت يعملون جاهدين على تطوير هجماتهم والأساليب التي يستهدفون بها ضحاياهم.
 
تكنولوجيا MAY 13, 2012
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد