منذ نشأة القوَّات اللبنانيَّة، والهدف الأساسيّ هو الوصول إلى وطن نفتخر بالعيش فيه. لذلك، كان الأمل منذ البداية بالشَّباب، بخاصَّة الطلَّاب منهم، لكي يبنوا جمهوريَّة الـ10452 كلم مربَّع، الكاملة والمتكاملة. كيف لا وهم نواة الوطن؟ كيف لا والقوَّات منذ بدايتها هي مؤسَّسة نحو المستقبل؟
منذ البداية، كان "البشير" ينظِّم لطلَّاب المدارس دورات للتدريب العسكريّ في "دون بوسكو" كلَّ سنة، لتحضيرهم وتنمية قدراتهم على الدِّفاع عن أوطانهم بالسِّلاح الحيّ، على الرُّغم من كون سلاحهم الأساسيّ يتجسَّد بالعلم، خصوصًا أنَّ البشير يحمل شهادتين بالحقوق والعلوم السياسيَّة. كذلك، كان بشير قد شكَّل فرقته الخاصَّة ال"ب.ج." من حاملي الشَّهادات على أعلى المستويات. نلقي الضَّوء أيضًا على أكاديميَّة غوسطا للضبَّاط والرُّتباء التِّي أسَّسها الشَّيخ بشير واستلمها الحكيم لاحقًا، وكانت تضمُّ طلَّاب جامعات وخرَّيجين، كان على رأسهم النَّقيب سليم المعيكي الذِّي يحمل شهادتي ماستر في الحقوق والذِّي يتكلَّم خمس لغات.
في الأيَّام الصِّعبة وفي أيَّام المعارك، انتصرت القوَّات في معظم الأحيان، ليس فقط بسبب قوَّة إيمان مقاتليها بل أيضًا بسبب الوعي والقدرات العقليَّة والعلم العالي الذِّي تمتَّعوا به. فالقوَّات قد خرَّجت ضبَّاطًا في السِّلاح البحريّ والجوِّي والبرِّي ووحدات تزلُّج، كما كانت مؤسَّسة اجتماعيَّة واقتصاديَّة وخدماتيَّة أدارت المناطق المحرَّرة بمستوى علميّ عال. أمَّا في عهد الوصاية السُّوريَّة، فكان الشَّباب عصب المقاومة والتحرُّكات ضدَّ المحتلّ، ودفعوا أثمان باهظة وشهداء كالرَّفيق رمزي عيراني، حتَّى تكلَّلت تضحياتهم بالاستقلال عام 2005.
واليوم رفيقي الطَّالب ورفيقتي الطَّالبة، أدعوكم إلى الانخراط في العمل الطلَّابيّ القوَّاتيّ بجميع الأساليب الحضاريَّة والسِّلميَّة، انطلاقًا من تعزيز الدِّيمقراطية عبر الانتخابات الجامعيَّة حيث لا بدَّ أن ننشط لكسبها، وصولًا إلى البدء بمشروعنا المتمثِّل ببناء دولة قويَّة. علينا إذًا أن نعزِّز مشاركتنا في النَّشاطات الحزبيَّة الرَّاقية من سهرات ومحاضرات وغيرها، وأن نؤمن بأنَّنا مستقبل وطننا وخلاصه. فلطالما آمنت القوَّات بنا كطلَّاب، وآمنت بمشروع "الوطن الحلم" الذِّي يجب أن يتحقَّق عبرنا.
لتكن كليَّتنا خليَّة ننطلق بها نحو لبنان أفضل، ولنضع أسس قيمنا الوطنيَّة والقوميَّة من خلالها. رفيقاتي رفاقي، كونوا طلاَّب نشيطين حزبيين... ثقوا برسالتكم وكونوا طلًّابا منَّا!