شهادة حياة
الموقف OCT 01, 2012
 
لأن الشهادة حياة، أعطى إستشهادك حياةً.
إنها من سخرية القدر أن يتيتّم طفلٌ في يوم ميلاده، ولدك سيحيا بدون والدٍ يرعاه ويحميه من ظلم الحياة وقساوتها، هي التي لم تنتظره ليبلغ سن الرشد لتخبره بذلك.
حتى قبل أن ينطق كلمة "بابا" وقبل أن تداعب بيديك فلذة الكبد، حزمت الأمتعة إلى دار الخلود، حسبك أنك وضعت المسار نصب عينيك ولم تنظر إلى الوراء، أصغيت إلى نداء الواجب ودخلت السماء، فكثيرون يدخلون التاريخ من بابه الواسع نيجة أعمالهم وتخلّدهم البشرية لعقودٍ من الزمن ولكن أن تلاقي الله في اليوم نفسه لولادة الإبن نتيجة واجبٍ لبّيته دون الإهتمام بالعواقب وكنت تعلم أن إبنك سيولد عما قريب إنه لعملٌ أعظم من عظيم، لتحرم أنت من الأبوة المعاشة كل يوم ويحرم ولدك من أن يناديك وهو لم ينطق بعد.
ومن صدفة القدر أن يكون مسرح إستشهادك الضاحية الجنوبية لبيروت، المكان العصي على الدولة وأجهزتها كافة. شرفك أنك إستشهدت تحت راية الدولة والجيش اللبناني.
ليظهر موقف الأمس واليوم وغدا ً، من السماء أنه في نهاية المطاف ليس لدينا إلا الدولة اللبنانية ملاذا ًوكل تسمية غيرها هراء.
أتت واضحة كالشمس ساطعة، رسالة من السماء لعرين المقاومة الإسلامية على الأرض ومن يقرأ بين السطور فليقرأ وليؤدّي تحيةً "للمقدّم الشهيد عباس جمعة" الذي إختصر بشهادته مطلبنا بأن تبسط الدولة سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية.
فشكرا ًلك لأنك بعثت الرسالة من قلب الدولة، من الجيش، إلى قلب المجتمع المقاوم وجمعته في روضة الشهيدين واحدٌ في موته إستشهد لتعيش الدولة، وآخر سيعيش في الدولة شهادة حياة أن والده إستشهد يوم ميلاده.
الموقف OCT 01, 2012
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد